تعتبر رفة العين ظاهرة شائعة قد يواجهها العديد من الناس في حياتهم اليومية، وهي عبارة عن حركة مفاجئة وسريعة وغير إرادية لجفن عين واحد أو كليهما. يمكن تصنيف هذه الرفعات تحت نوعين رئيسيين: الرفرات اللاارادية (الشفافة) والأخرى التي تتضمن انقباضات عضلية مؤلمة. لكن ما هو السبب وراء ذلك؟ وكيف يؤثر هذا الأمر على الصحة العامة للإنسان؟
في الغالب، تعتبر الرّفات الشفافة حالة بسيطة تتمثل بانكماش بعضلات الجفون بشكل متكرر وبسرعة كبيرة ولا تستمر لأكثر من ثانية واحدة عادةً. يُعتقد بأن حوالي 50% إلى 70% من الأشخاص حول العالم قد يعانون منها في مرحلة معينة من عمرهم. بينما تبدو ظروف مثل الإرهاق والإجهاد والتعب الكبير مسببات محتملة لهذه الحالة، فإن الأبحاث تشير أيضاً إلى عوامل أخرى مثل الوراثة واستخدام الكمبيوترات والموبايلات لفترة طويلة بدون راحة مناسبة.
من ناحية أخرى، هناك نوع آخر من رفات العين وهو النوع المصاحب للألم الناتج عن الانقباضات القوية للعضلات المستهدفة لعصب الوجه الخامس والذي يعرف باسم متلازمة الأنف الجفن وفقدان الحركة الناعمة للوجه. يحدث ذلك عندما يقوم الجهاز العصبي بتراكم أحمال زائدة مما يؤدي إلى اندفاع غير منتظم للمعلومات عبر الأعصاب المسؤولة عن تحريك عضلات المنطقة الواقعة بين العين وجوانب الأنف بالإضافة إلى منطقة الضحك والحزن المتواجدة فوق الفم مباشرة نحو الجزء السفلي منه.
بالرغم من كون معظم حالات رفات العين حميدة ولا تستوجب القلق الزائد إلا أنها تحتاج لمراقبة طبيّة عند استمرار الشعور بالألم مصاحباً لها واتخاذ إجراء طويل المدى إذا كانت تؤرق الحياة الاجتماعية وتسبب خجل صاحبها أمام الآخرين. يمكن لطبيبك تقديم الاستشارات المناسبة بشأن العلاج سواء كان دوائياً أم سلوكياً حسب درجة شدة المشكلة لديك. لذلك، إذا لاحظتَ تكراراً مزمنًا لهذه الحالة، فإنه ينصح باستشارة مختص للحصول على التشخيص الدقيق والخيارات العلاجية الملائمة لحالتك الصحية الخاصة.
ختاماً، تعلم الآن المزيد حول "رفعات العيون"، والتي رغم بساطتها الظاهرية لها جذور عميقة داخل عالم الطب وعلم النفس. إنها دعوة للتوعية والاهتمام بصحتنا البصرية والعقلية يومياً بغض النظر عن مدى شيوع تلك الحالات بين الجمهور العام.
