تعتبر تكرار القصص في القرآن الكريم إحدى السمات البارزة لهذا الكتاب العزيز. رغم استخدام نفس القصة عبر عدة آيات وسور، إلا أن التعبير عنها يتغير باستمرار، مما يكشف عن عمق ومعاني جديدة. هذا النهج ليس مجرد تعدد للاختيارات اللغوية، بل يحقق مجموعة من الأهداف البلاغية والدينية الهامة. فيما يلي شرح لهذه الرؤية:
- تفاصيل إضافية: قد تقدم بعض الآيات تفاصيل جديدة حول قصة معينة لم يتم تقديمها سابقاً. على سبيل المثال، بينما تتحدث العديد من الآيات عن خلق آدم، فإن آيات محددة في سورة الحجر توضح أنه تم خلقه من طين مصهور بشكل خاص.
- تأكيد القدرة الإلهية: بالتغيير المستمر للأشكال اللغوية، يُظهر الله عز وجل تحديه للإنسانية بإنتاج عمل مشابه له - شيء مستحيل بالنظر إلى تنوع اللغة العربية وقوة بيانه.
- منع الملل والتشتيت الذهني: بتقديم القصص بنمط مختلف كل مرة، يبقى النص مشوقاً ومحفزاً لفهم جديد حتى عند إعادة الاستماع إليه أو الدراسة عنه. هذا يساهم في رفع مستوى التركيز والاستمتاع بالعظمة الأدبية للقرآن.
- تعكس قوة الخلق: يثير هذا التنوع الدهشة بشأن كيفية إنشاء مثل تلك الصور المختلفة باستخدام نظام موحد واحد للحروف والكلمات. وكان الكفار الذين عاشوا خلال حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يستغربون كيف يستطيع القرآن القيام بذلك ويبرز عجائبه الخاصة بهذا الشكل تحديداً.
- التناسب مع المواقف: غالبًا ما يكون هناك سبب منطقي وراء اختيار وجهة نظر معينة للقصة في مكان معين داخل القرآن. ربما يشرح الخطاب الحالي نقطة جوهرية كانت ضرورية لنفس المكان أو الوقت ولم تكن ذات أهمية كبيرة بحلول وقت رواية القصة لاحقًا.
هذا فقط دليل بسيط وليس دليل شامل لكافة المنفعة الرائعة للتكرار الطريقة المستخدمة في عرض القصص في الإسلام القديم - وهي طريقة رائعة حقاً!