تعتبر الأبحاث الصحية المتعلقة بتناول لحم الخنزير مجالاً مثيراً للجدل بين العلماء والمصالح التجارية. رغم وجود العديد من الآراء الدينية والثقافية التي تقيد استهلاك هذا النوع من اللحوم، إلا أن النقاط الرئيسية التي يتم التركيز عليها هي التأثير الصحي المرتقب لتناولها. بحسب الدراسات الحديثة، هناك عدة مخاطر محتملة مرتبطة باستهلاك لحم الخنزير والتي قد تشكل تهديدا مباشرا لصحتك العامة.
أولاً، يعتبر لحم الخنزير مصدرا رئيسيا لميكروب "التوكسوبلازما غوندي"، وهو نوع خطير من البكتيريا يمكن أن يؤدي إلى مرض يسمى داء الطفيليات المعوية عند البشر. هذا المرض قد يكون شديدا خاصة بالنسبة للمرأة الحامل والأطفال والشخص ذو المناعة الضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأشخاص لديهم حساسية تجاه بروتينات معينة موجودة في لحم الخنزير مما قد يؤدي إلى ردود فعل تحسسية حادة مثل الإكزيما الجلدية، الرشح المستمر، وصعوبات التنفس.
ثانياً، يحتوي لحم الخنزير أيضا على نسبة عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول الضار LDL (الدهون المنخفضة الكثافة). هذه الأنواع من الدهون عند الاستهلاك الزائد لها القدرة على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم. علاوة على ذلك، وجدت الدراسات أن المنتجات الثانوية للتخزين والتجميد والتجهيز الغذائي للحوم الخنزير تحتوي على مواد كيميائية قد تكون مسرطنة إذا تم التعرض لها بشكل مستمر ومتكرر.
وفي سياق آخر، يرتبط لحم الخنزير ارتباط وثيق بأنظمة غذائية غير صحية عموما بسبب طريقة تجهيزه واستخدامه الشائع في طهي الوجبات الثقيلة والدسمة. وهذا يعزز احتمالية زيادة الوزن ومشاكل تتعلق بالأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
بشكل عام، بناء على النقاط السابقة، يبدو واضحا أنه بينما يحب الكثيرون مذاق ولحم الخنزير، فإنه ينبغي النظر بعناية في المخاطر الصحية المحتملة قبل تضمينه ضمن نظامكم الغذائي اليومي. إن الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغني بالمواد المغذية الأخرى هو خيار أكثر أمانا للإنسان صحة الإنسان والرفاه العام.