تعتبر الصفائح الدموية مكوناً حيوياً لعملية تخثر الدم الطبيعية، وهي مسؤولة عن منع النزيف الشديد عند الإصابة. ومع ذلك، قد يرتفع مستوى هذه الخلايا الصغيرة أكثر مما ينبغي، مما يؤدي إلى حالة تعرف باسم "الصفائح الدموية المرتفعة". هذا المقال يستعرض الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة، مع التركيز على جوانب صحية محددة وأسلوب حياة يمكن أن يساهم في ذلك.
- اضطرابات المناعة: أحد أهم عوامل ارتفاع الصفائح الدموية هي الاضطرابات المناعية الذاتية التي تدمر كريات الدم الحمراء بشكل غير طبيعي. عندما يحدث هذا، تقوم نخاع العظم بتعويض فقدان خلايا الدم الحمراء عن طريق إنتاج المزيد من الصفائح الدموية. الأمثلة الأكثر شيوعًا تشمل متلازمة مايرامي وتصلب الجلد الحمامي.
- الأورام: العديد من أنواع السرطان، خاصة تلك المتعلقة بالدم مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان البنكرياس، غالبًا ما تتسبب في إنتاج الجسم لمستويات عالية من الصفائح الدموية كاستجابة للظروف المرضية داخل جسم الشخص المصاب.
- الالتهابات: بعض حالات العدوى الخطيرة، بما فيها التهاب الكبد C والإيدز، لها القدرة على رفع مستويات الصفائح الدموية نتيجة الاستجابات الجسدية المضادة للمرض.
- العوامل الوراثية: هناك مجموعة متنوعة من الطفرات الجينية المعروفة بأنها تلعب دوراً في تنظيم تعداد الصفائح الدموية. اضطراب تُسمى متلازمة وايسمان فرينشتاين، مثلاً، ينتج عنه عادةً صفائح دموية مرتفعة بسبب خلل وراثي يحفز العمليات المنتجة لكريات الدم.
- أدوية معينة: استخدام أدوية مثل هرمون التستوستيرون وبعض مضادات الصرع ومحفزات النمو البشرية يمكن أن يقود أيضاً لإنتاج زائد للصفائح الدموية.
- الحالات الصحية الأخرى: أمراض القلب والأوعية الدموية، مرض الانسداد الرئوي المزمن، والسمنة كلها مرتبطة بزيادة احتمال ارتفاع معدلات الصفائح الدموية عبر الآليات المختلفة.
- النظام الغذائي وعادات الحياة: النظام الغني بالأطعمة المحملة بالعناصر الغذائية القيمة مثل الفيتامينات B12 وفيتامين K قد يساعد بالفعل في تعزيز وظائف الصحة العامة للجسم، وبالتالي التأثير غير المباشر على مستويات الصفائح الدموية. كما يُعتقد أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء قد تساهم قليلاً في ارتفاع هذه المستويات بسبب محتواها العالي من الهيموجلوبين.
في حين أنه من المهم معرفة هذه العوامل التي قد تؤدي لارتفاع مستويات الصفائح الدموية، فإنه يبقى ضروري جداً التواصل مع الأطباء عند الإحساس بأحد الأعراض المشابهة لتلك المرتبطة بداء الثلاسيميا أو الأنيميا وفقر الدم الناجم عنها؛ لأن التشخيص الدقيق والعلاج المبكر هما مفتاح إدارة الحالة الفردية بكفاءة ونجاح.