يواجه العديد من الأفراد الشباب مشكلة النسيان بشكل متزايد، مما قد يؤثر سلباً على أدائهم الأكاديمي والمهني وعلى حياتهم الشخصية أيضا. هناك عوامل عديدة يمكن أن تساهم في ظهور هذه الظاهرة بين الشباب، بما فيها الضغط النفسي، النوم غير الكافي، النظام الغذائي الفقير والمعتقدات الخاطئة حول القدرات العقلية. دعونا نتعمق أكثر في فهم هذه القضايا وكيفية التصدي لها.
- الضغوط النفسية: يعد الإجهاد أحد أهم المحركات للنسيان. عندما يشعر الأشخاص بالتوتر، فإن ذلك يشتت انتباههم ويزيد من صعوبة التركيز والتذكر. سواء كان مصدر هذا التوتر هو الدراسة المكثفة، العمل المضني، العلاقات الاجتماعية الصعبة أو المشاكل المالية، فإنه جميعها يمكن أن تؤثر سلبياً على الذاكرة.
- قلة النوم الجيد: يلعب الدماغ دوراً هاماً أثناء مرحلة النوم لمعالجة وتخزين المعلومات الجديدة التي تم تعلمها خلال اليوم. لذا، الحرمان المستمر من النوم لفترة كافية - وهي عادة شائعة جداً بين الشباب بسبب الجدول الزمني للعمل والدراسة والمشاركة المجتمعية - يمكن أن يقوض القدرة على الاحتفاظ بالأفكار والمعلومات.
- الحمية الغير صحية: الغذاء يلعب دورًا حيويًا في الصحة العامة للدماغ وبالتالي في قوة الذاكرة. نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية مثل الأوميغا-3 (متوفرة غالبًا في الأسماك وزيت السمك) والثيامين والكوبالامين (في اللحوم والبقوليات والخضر الورقية) وغيرها الكثير يمكن أن يساهم في ضعف الذاكرة والنسيان المتكرر.
- الخرافات حول الذاكرة: البعض قد يعتقد أنه ليس لديه "ذاكرة جيدة"، وهذا الاعتقاد نفسه قد يعزز فعليا حالة النسيان لديهم. العلم أثبت أن الجميع يتمتعون بنفس قدرة الذاكرة الطبيعية تقريباً؛ ومع ذلك، قد تتطلب تطويرها وممارستها المزيد من اليقظة والصبر التدريب المنتظم.
للتعامل مع النسيان، إليك بعض الاستراتيجيات العملية:
- ادارة الوقت بكفاءة لتجنب تراكم الضغوط النفسية.
- ضمان الحصول على ساعات نوم كافية كل ليلة (حوالي ثماني ساعات للشباب).
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وكذلك البروتينات الصحية.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتعزيز الوظائف المعرفية.
- استخدام أساليب تعليم ذكية مثل الربط والاسترجاع المتقطع للمساعدة في تثبيت المعرفة الجديدة.
- الأخذ بعين الاعتبار طلب المساعدة المهنية إذا استمرت مشكلات الذاكرة رغم اتباع هذه الخطوات.
تجدر الإشارة هنا بأن هذه النصائح ليست بدلاً من التشاور مع محترفين صحييين بشأن أي مخاوف خاصة بصحتك العقلية والجسدية.