مرحلة النمو الديناميكية للجنين خلال الشهر الثامن: تطورات مهمة نحو ولادة صحية

في نهاية الثلث الثاني من الحمل وبدء الثلث الأخير، يبدأ الجنين بمجموعة جديدة ومثيرة من التغييرات والنمو داخل الرحم. بالشهر الثامن تحديداً، يمر الطفل بت

في نهاية الثلث الثاني من الحمل وبدء الثلث الأخير، يبدأ الجنين بمجموعة جديدة ومثيرة من التغييرات والنمو داخل الرحم. بالشهر الثامن تحديداً، يمر الطفل بتحولات واضحة تشكل أساس الصحة بعد الولادة وتحدد مستقبله الصحي بشكل كبير.

أولاً، يعزز وزن الجنين وزراعته بسرعة كبيرة خلال هذا الوقت. بحلول نهاية الشهر الثامن، يمكن أن يصل متوسط وزن الجنين إلى حوالي 750 غراماً، ويكون طوله قد قارب الـ42 سم تقريباً. هذه الزيادة الحادة تعكس التحضير النهائي للجسم للخروج إلى العالم الخارجي والعيش خارجيًا.

بالإضافة إلى ذلك، تتوسع الرئة أكثر مع تحسن وظيفة التنفس. تبدأ الغدد الموجودة بالرئتين بإنتاج مادة تسمى "الصبغ القشاري"، وهي ضرورية لتجميع سوائل رئة الطفل وتمكينها من العمل بكفاءة فور الولادة. كما تصبح حركات القدم والأصابع أكثر دقة مما يشير إلى بدء استجابة الأعصاب الطبيعية للمحفزات الخارجية.

النظام العصبي المركزي يستمر أيضاً في التعقيد والتطور. بينما كانت الدماغ صغيرة نسبياً سابقاً، فإن خلاياه الآن تقوم بنمطٍ متزايد ومتكامل من الاتصالات العصبية والتي ستكون أساسية للأداء الوظيفي المستقبلي للدماغ بما فيه القدرة على تعلم ومعالجة المعلومات الجديدة.

الأهداب الشعرية التي تغطي جسم الجنين تنمو وتصبح أقل كثافة - وكأن الجسم يحضر لخارج الرحم ذات درجة حرارة مختلفة تماما! وفي حال كنتِ أمّا حامل بأنثى، فقد تستطيع الشعور بجنيّنها ترتدي سبائك معدنية صغيرة نسبيًا حول مفاصل أصابع اليدين والقدمين المؤقتة لاستخدامها لاحقاً كجزء من نموذج عظمي كامل عند الولادة.

بشكل عام، يعد الشهر الثامن مرحلة انتقالية حرجة للنماء الجنيني وتحضيراً غاية الأهمية للطفل كي يكون قادراً على الحياة والاستقرار عندما يأتي وقت الوصول للعالم الجديد بعد أشهر قليلة فقط.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات