الحمد لله، أولاً نوضح أنه إذا كانت الأم -رحمها الله- تجهل معنى النذر وما يترتب عليه عند قولها لهذا الوعود أثناء وجودها في البحرين، فإن جهلها يعفيها من الالتزام بهذا النذر؛ لأن الشخص الذي يقول شيئًا بدون فهم كامل لما يقول ليس ملزم بالنتائج المتعلقة بذلك القول. كما ذكر العلامة ابن عبد السلام رحمه الله: "من أطلق لفظًا لا يعرف معناه، لم يؤاخذ بمقتضاه".
ومع ذلك، يجب التأكد مما تم نذره تحديدًا. إذا كان النذر مرتبط بطاعة الله، كالصيام أو الصدقة وغيرهما، فعلى المرء القيام بها إذا استطاع ذلك؛ بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ". أما إذا تعذرت عليه الطاعة لأسباب خارجة عن قدرته، يمكن لها دفع الكفارة المناسبة لنذرها. وفي حال كون النذر متعلقا بحمل الذات على عمل محدد، فهو اختيارياً ويمكن التعويض عنه بدفع كفارة اليمين إن اختارت عدم الفعل.
وفي حالات أخرى حيث يكون النذر بشأن منع نفسه من الشيء أو حثها عليه، أو فيما يسمى بنذر اللجاج، والخيار دوماً أمامها بين فعل المراد بالنذر وكفارة اليمين. وبالمثل بالنسبة للأفعال المباحة التي ربما تكون جزءاً من النذر الأصلي، تستطيع أيضاً الاختيار بين أدائها والكفارة.
نسأل الله أن يحفظ أمهاتنا وأن يرشد الجميع إلى الطريق المستقيم وفق الكتاب والسنة.