تعتبر الإفرازات المهبلية جزءاً طبيعياً وضرورياً لصحة الجهاز التناسلي للمرأة، وتتأثر بشكل كبير بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال دورة الطمث. هذه العلاقة بين الإفرازات والدورة الشهرية تستحق الفحص لفهمها بشكل أفضل وكيفية التعامل معها بالشكل الصحيح.
في بداية الدورة، عندما تكون المستويات الهرمونية منخفضة نسبياً، قد تبدأ الإفرازات في التحول إلى حالة أكثر سماكة وأصفر اللون قليلاً. هذا النوع من الإفرازات عادة ما يرتبط بفترة ما قبل الحيض ويُعرف باسم "الإفراز الشبيه بالحليب". يتكون هذا النوع من الإفراز غالباً من خلايا الجلد والأنسجة المتحللة من بطانة الرحم، وهو طبيعي تماماً ولا يشير إلى وجود مشكلة صحية.
مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، يمكن أن تصبح الإفرازات أكثر رقة واتساقًا شبيهاً برذاذ الماء بسبب زيادة هرمون الاستروجين والاستعداد لاحتضان البويضة المخصبة المحتملة. بعد فترة حيض قصيرة، يعود مستوى الهورمون للهبوط مجدداً مما يؤدي لتقليل كميات الإفراز حتى تستأنف الدورة التالية cycle مرة أخرى بنفس النمط السابق ذكره.
من المهم ملاحظة أنه رغم كون تغييرات الإفرازات أثناء الدورات أمرٌ طبيعي بالنسبة للغالبية العظمى من النساء، إلا إنه ينبغي زيارة الطبيب إذا صاحب تلك التغييرات رائحة كريهة، حكة مهبلية، ألم شديد، نزيف غير معتاد؛ حيث أنها مؤشرات محتملة لأمراض مثل العدوى أو اختلال توازن البكتيريا الجيدة والبسيطة داخل الجسم والتي تعرف بالميكروبيتا vaginal microbiome.
لتحافظِ المرأة على نظافة المنطقة الحساسة بصورة سليمة وصحيّة، يكفي استخدام مرطب خفيف وزيت زيتون غير مُعطّر واستبداله بغسل لطيف بمياه فاترة يوميًا بدلا عن منتجات الغسل التقليدية القاسية ذات الرائحة المعطرة والمسببات المحتمَلة للإرباك للنسيج الحمضي المهبلي والحالة الصحية العامة للأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية .
وفي الختام ، فإن مراقبة إفرازاتها المهبلية ومراقبتها هي طريقة فعّالة لكشف أي تناوب مفاجئ وغير متوقع للسلوك المعتاد لإطلاق المواد خارج جسم الأنثى والذي يعد علامة تحذير لمراجعة الحالة مع متخصص مختص للتأكّد من سلامتها العامة ومن ثم اتخاذ اللازم بشأن الصحة الوقائية المركزة عليها وعلى نظام الحياة الخاص بها منذ البدء المبكر لها.