لقد مرت عملية قياس ضغط الدم بمراحل مختلفة منذ اختراعها الأولى وحتى عصرنا الحالي. كانت البداية مع الطريقة اليدوية التي تعتمد على استخدام جهاز يسمى "السفينجمومتر"، وهو عبارة عن حلقة مطاطية ومقياس زئباقي. هذه الطريقة استخدمت لأول مرة بواسطة العالم الإيطالي كاسانيو في عام 1644 ولكن لم يتم اعتمادها بشكل واسع حتى القرن التاسع عشر.
في النصف الثاني من القرن العشرين، ظهرت أول الأجهزة الإلكترونية لقياس الضغط والتي تعتمد على دقات القلب لتحديد مستوى الضغط بدلاً من الاعتماد الكلي على القراءة الفيزيائية للزئبق. هذا النوع الجديد من الجوازي كان أقل تعقيداً وأكثر دقة وأماناً من سابقتها. كما أنها ساهمت في نشر الوعي حول أهمية مراقبة ضغط الدم بين الناس.
ثم جاءت الثورة الرقمية بإدخال أجهزة متعددة الاستخدامات يمكن ارتداؤها مثل ساعات اليد والساعات الذكية وغيرها. هذه الأدوات تقدم قراءات فورية وضغط باستمرار وتقدم تحذيرات عند الوصول لمستويات خطيرة للغاية. بالإضافة لذلك، العديد منها يوفر خاصية تسجيل البيانات لتسهيل التواصل الطبي ومتابعة حالة الشخص الصحية.
وفي المستقبل، قد نشهد المزيد من التطور نحو تقنيات لاسلكية أكثر تقدماً وكفاءة، ربما باستخدام تكنولوجيات جديدة كالذكاء الصناعي وخوارزميات التعلم الآلي لتحليل بيانات الصحة الشخصية وتقديم توصيات شخصية للمستخدمين. لكن رغم كل ذلك التقدم، يبقى الرادار العام هو أفضل طريقة موثوق بها حالياً للحصول على قراءة دقيقة لضغط الدم، خاصة تحت إشراف محترف صحي مؤهل.