عند أداء فريضة الحج، يعدّ النيّة أساساً لصحة جميع العبادات، بما فيها الطواف. وقد وقع بعض اللبس حول هذا الأمر عندما تلفظ المسلم أثناء طواف الإفاضة بأنه "طواف قدوم"، رغم قيامه بطواف القدوم سابقاً. بناءً على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، النية تتمثل في الرغبة الداخلية التي يقصدها المرء وليس مجرد قول خارجي. لذا، بغض النظر عن الخطأ الذي حدث خلال التلفظ، طالما كانت النية صادقة وموجهة نحو تقديم طواف الحج، فالعبادة تكون صحيحة حسب الأحكام الدينية.
وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها ليست شرطاً ضرورياً لإتمام الطواف بشكل قانوني. فعلى سبيل المثال، حتى لو بدأ الشخص بصلاة دون قصد قبل أن ينتبه لأمر ما ويقرر إيقاف الصلاة بسبب عدم وجود نية أولية لها، تبقى تلك الصلاة صحيحة لأنه قام بتكوين الرغبة اللازمة أثناء الاستمرار في الصلاة لاحقا. نفس الشيء ينطبق هنا أيضًا; حيث تم التأكد من توافر النية الأصلية لذلك تعتبر هذه الطقوس مناسبة تمامًا.
بالإضافة إلى ذلك, هناك نقطة أخرى تتعلق بحالة الكشف الجزئية أثناء الطواف والتي غالبًا ماتحدث نتيجة لشيء يسمى "الاكتتاب". طبقاً للمذاهب الإسلامية المختلفة, يُعتبر الاكتتاب مشروعاً خلال طوافي العمرة والقدوم, ولكن ليس كذلك فيما يتعلق بطواف الإفاضة بإجماع جمهور الفقهاء باستثناء البعض الذين يرون خلاف ذلك بشرط القيام بالسعي عقب الانتهاء منه. تجدر الإشارة إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه قرر خلع ملابسه واستخدام أثر أقل عدداً بكثير من الملابس المعتادة قبيل التحرك نحو منطقة الجمرات بعد اكتماله لطوافة الخاصة بالإفاضة. ومع ذلك, فان قيام شخص بالتطبيق التقليدي للاقتباس بدون علم بهذا التفاصيل لن يؤثر اطلاقًا عل صحة حجته بل سيكون الامر مجزيًا أيضاً وفقا للأحاديث المتعلقة بمقصود التشريع والمقصود منها تحقيق الخشوع وعدم التعامل بحرمانيه تجاه اي شيء سواء أكانت ملابس أم غير ذالك. إذن فبالنظر لهذه الأمور مجتمعة يمكن القول بان عملك صالحٌ وغير قابل للتغيير او الاعتراض عليه دينيا مهما بلغ حجم الغلط المرتكب اثناء الليل.