يتناول هذا المقال موضوعاً هاماً في فهم السنة النبوية المتعلقة بسلوك المؤمن داخل المسجد وخلال وقت الخطبة يوم الجمعة. يُذكر الحديث الشريف "من مس الحصى فقد لغا"، والذي يعني عملياً عدم تشغيل الآخرين عن التركيز والاستماع بسبب تحريك الحصى. ومع ذلك، فإن هذه الآية ليست قاعدة عامة تمنع تمامًا طريقة الصديق ابن عمر في تعامل مع حالات الازعاج.
ابن عمر رضي الله عنه، كنموذج للحكمة والنصح، استخدم عدة وسائل لإرشاد الشخص المزعج إلى الامتناع عن الانشغال بالأفعال غير ذات الصلة. عندما لاحظ وجود شخص يعيق تركيز الجمهور، لم يجز ابن عمر تجاهل الأمر. بدلاً من استخدام الكلمات المباشرة التي يمكن اعتبارها خرقاً للتوجيه الأصلي، اختار الإشارة الأولية باستخدام الحصى لجذب انتباه الشخص المزعج. بمجرد اكتساب اهتمامه، استخدم الإشارة الثانية وهي وضعه اليد على فمّه لإظهار الرغبة في الصمت والتوقف عن أي نشاط مضلل آخر.
هذه الحالة توضح لنا أن النصائح الداخلية للإسلام تسمح باتخاذ إجراءات لتوجيه الأشخاص الذين يقومون بفعل يعتبر معيباً ضمن حدود الاحترام والصبر. فالهدف النهائي هو تشجيع أداء العبادات بكل خضوع واحتفال حق لها بدون أي عوامل خارجية تؤثر عليها بشكل سلبي. وفي نهاية المطاف، يبقى هدفنا كمؤمنين هو تحقيق أعلى درجات الذكر والخضوع لله عز وجل خلال تلك اللحظات المقدسة.