بعد وفاة زوجها، يجب على المرآة البقاء في بيتها حتى انتهاء فترة العدّة، والتي تستمر لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام حسب الشريعة الإسلامية. هذا الأمر مستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لفورية بنت مالك رضي الله عنها، والذي يشير إلى أهمية بقائها في نفس الدار التي حدث بها خبر وفاته.
إذا كان المنزل آمنًا وتحفظ الأعراف الاجتماعية فيه الاحترام اللازم، يُفضل بقائها هناك طوال هذه الفترة. ومع ذلك، إذا واجهت ظروفًا خطيرة مثل خطر الهدم أو الغرق أو تعرضها للأذى، يمكنها نقل محل إقامتها بشرط اتباع الضوابط الشرعية الخاصة بالسكن خلال فترة العدّة.
بالنسبة للتواصل مع الآخرين، بما في ذلك أخوة زوجها، يُسمح للمرأة بالتحدث إليهم بحاجة وباحتجاب كامل وفق الضوابط الآمنة والمعروفة. هذا يعني أنه يجوز استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل واتساب ولكن ضمن حدود الأدب واحترام الضوابط الإسلامية المعتادة فيما يتعلق بخطورة الحديث وكيفية مخاطبة الرجال الأجانب.
تجدر الإشارة هنا إلى فتوى الشيخ ابن باز -رحمه الله- التي تُؤكد بأن المرأة لديها الحرية في التحدث مع أي رجل بناءً على حاجتها، سواء داخل فترة العدّة أم خارجه، شرط عدم اختلاء أو خضوع في الكلام. كما تؤكد الفتوى أيضًا ضرورة احترام الحدود الاجتماعية وألا تسمح بمصافحة الرجال الذين ليسوا محارم لها.
خلاصة الأمر هي أن قرار المكان الأنسب للإقامة أثناء فترة العدّة يعتمد على الظروف الفردية لكل حالة. أما بالنسبة للتواصل مع الأقارب الذكور خارج المحرمات فقد تم تحديد معاييره بشكل واضح لتلبية متطلبات الشريعة الإسلامية وضمان سلامتك الشخصية وكرامتك.
