يجوز لغير الصائمين الأكل من الطعام الذي يقدم في السُفر التي توضع في المسجد الحرام والمسجد النبوي لإفطار الصائمين، وذلك بناءً على العرف المتبع. حيث أن الذين يضعون هذه السُفر لا يمنعون أحداً من الأكل منها، ولا ينادون على الصائمين فقط، بل يعلمون أن كثيراً من الحاضرين غير صائمين. هذا يعتبر إذناً عرفياً للجميع، وهو أمر متعارف عليه، وما تعارف عليه الناس كان بحكم المنطوق. لذلك، لا مانع أن يأكل غير الصائمين من هذه السُفر.
يؤكد الشيخ عبد الله المقدسي، رحمه الله، على هذا الرأي بقوله: "والدُّعاءُ إلى الوَليمَةِ، وتَقديمُ الطَّعامِ، إذْنٌ في الأكَلِ". كما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دُعِيَ أحدُكُم إلى طعامٍ، فجاءَ معَ الرَّسولِ، فذلِكَ إذْنٌ". رواه أحمد وأبو داود.
ومع ذلك، إذا كانت هناك وجبات جاهزة مخصصة للصائمين فقط، فلا يجوز لغير الصائمين الأكل منها إلا إذا أذن من يوزعها بعد إعلامه بحقيقة الأمر، إن كان ممن له صلاحية بالإذن.
في الختام، يجوز لغير الصائمين الأكل من موائد الإفطار في المسجد النبوي ما دامت هذه الموائد مفتوحة للجميع دون تخصيص للصائمين فقط.
