النقص في كمية الماء التي يحتاجها الجنين خلال فترة الحمل قد يكون له تأثيرات صحية خطيرة ليس فقط على الطفل ولكن أيضًا الأم نفسها. هذا الظرف يعرف عادة بالنقص المعوي (Oligohydramnios). عندما يقل مستوى السائل الأمنيوتي حول الجنين عن المستوى الطبيعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.
أولاً وأبرز هذه المخاطر هو زيادة احتمالية ولادة طفل بصحة غير جيدة بسبب عدم كفاية الغذاء والمواد الغذائية التي يحصل عليها عبر سائل الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب النقص المعوي في ضغط غير طبيعي داخل الرحم مما يؤدي إلى تشوهات خلقية محتملة للجنين. هناك حالة أخرى مهمة وهي احتمال الولادة المبكرة نتيجة الضغط الزائد على الرقبة الرحمية.
بالإضافة إلى الآثار الفورية، فإن النقص المتكرر للسوائل الأمنيوتية أثناء مراحل مختلفة من الحمل قد يساهم أيضاً في مشاكل طويلة الأمد مثل صعوبات التنفس لدى الرضيع بعد الولادة مباشرةً. كما أنه أكثر شيوعا بين الحالات ذات العيوب الخلقية القلبية واضطرابات الجهاز الهضمي.
على الجانب الآخر، العديد من النساء الحوامل تعانين من "زيادة السوائل"، وهو ما يعتبر أيضا غير مستقر وقد يستدعي تدخلات طبية. لكن بالمقارنة مع النقص المعوي، غالباً ما تكون إدارة الحالة الأخير أكثر تحدياً وتتطلب رعاية فائقة ورصد دقيق للحالة الصحية لكلا الطفلين والأم.
لتفادي مثل هذه المضاعفات، ينصح بإجراء اختبارات دورية للمراقبة الدقيقة لكميات المياه في الرحم خلال فترات الحمل المختلفة. الشرب بكثرة واتباع نظام غذائي غني بالماء مفيد كذلك. بالنسبة للحالات المصابة بالفعل بنتائج أقل من المعدلات الطبيعية لسوائل الرحم، فقد يتضمن العلاج إعطاء مشروبات خاصة أو حتى استئصال بعض البروتينات لاستعادة توازن السوائل المناسب.
في النهاية، يعد التعامل مع حالات النقص المعوي أمر حساس ويحتاج لتوجيه متخصص ومتابعة دقيقة للتأكد من سلامة كلتا الحياة -الحياة الجديدة والحياة الموجودة أصلاً-.