بعد البحث والدراسة المتأنية، فإن الادعاء بأن النبي الإسلامي "حنظلة بن صفوان" بُعِث إلى قبيلة "أصحاب الرس"، كما ورد في القرآن الكريم، يبقى بدون دليل ثابت أو سند تاريخي موثوق به. رغم ظهور بعض الادعاءات من هنا وهناك والتي تقترح ذلك، مثلما نقلها ابن عساكر وابن كثير، ومع ذلك فقد تم رفض هذه الروايات وعدم اعتبارها بسبب عدم وجود سند علمي قوي لها.
وقد أكدت لجنة البحوث العلمية والإفتاء الدائمة أهمية التحقق من صحة المعلومات المقدمة، خاصة تلك المتعلقة بالأحداث التاريخية والشخصيات النبوية. وأشارت اللجنة أن رواية وجود نبي يُدعى حنظلة بن صفوان، نقلاً عن السهيلي وابن كثير، كانت بلا سند محدد أو نسب واضح، مما يجعلها غير قابلة للاعتبار.
ومن منظور علمي وديني متعمق، يشرح العالم والمفسر الكبير ابن كثير وجهة نظر مشابهة لما ذهبت إليه لجنة الإفتاء. فهو يقسم الخط الزمني للأجيال البشرية إلى فترات مختلفة ويجادل بأنه لا يوجد أثر لنبي عربي قبل نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا حدث هذا خلال فترة انتقالية طويلة وفترة الوحي الأخيرة. وفي حالة كون النبي المعني قد عاش خلال فترة لاحقة لحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فليس هناك مجال لاعتباره نبياً حسب النصوص القرآنية التي تؤكد على دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأخير والحاسم.
وعليه، فإن الأدلة التاريخية والثبوتية ليست واضحة بما يكفي لدعم فكرة وجود نبي يُدعى حنظلة بن صفوان. ولذلك فمن الضروري الاعتماد فقط على المصادر المؤيدة بشكل جيد عند التعامل مع مثل هذه المواضيع ذات الطبيعة الدينية والتاريخية الحرجة. ويجب دائماً الرجوع إلى التفسيرات الرسمية والمعترف بها عالمياً لتجنب اللبس والتناقضات المحتملة.