في الإسلام، الباب مفتوح دائماً للتوبة والمغفرة. عندما يتوب المرء عن خطاياه ويستقيم على الطريق المستقيم، فإن الله عز وجل يمحو تلك الخطايا كما لو أنها لم تكن أبداً. وهذا الأمر مُؤكد بموعظة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". لذلك، يجب عدم الانشغال بتاريخ الماضي لهذا الرجل طالما أنه قد تبع أثراً جديداً باتجاه الصدق والإيمان.
على الرغم من أهمية اختيار الشريك المناسب، إلا إنه يُشدد على ضرورة التنبيه بأن التعرف العميق على شخصية الفرد عبر الاجتماعات القصيرة قد لا يكشف الصورة الكاملة لشخصيته. هنا يأتي دورولي الشخص الذي يمكنه البحث بشكل شامل عن حياته الاجتماعية الحاليّة ومراقبة تصرفاته واتجاهاته الروحية. وفي حالة توفر هذه المعايير، يمكن اعتبارها علامة إيجابية مشجعة للمضي قدمًا بالمشروع الزوجي بشرط التشاور مع أفراد العائلة والأخذ برأيهم بعين الاعتبار بالإضافة للاستخارة والدعاء طلباً للهداية والرشاد.
بالانتقال لنقطة أخرى وهي مسألة الطفل نتيجة علاقة خارج إطار الزواج القانوني، فهو ليس حقاً تابعاً لهذه العلاقة ولا يربطه بها رابط نسب قانوني متعارف عليه حسب الأدلة التاريخية والفقهية. بالتالي، لا يشمل ذلك تكليف النائب بدعم الطفل اقتصادياً أو رعايته نفسياً أو حتى اعتباره ضمن قائمة المحارم للعائل الجديد المحتمل. ولكن، وبناءً علي رأي الدكتور بن تيمية، يوجد احتمال لإمكانية تبني الأب غير الرسمي لهذا الطفل مما يؤدي إلى اكتساب الأخير حقوق المصاهرة والمسؤوليات المرتبطة بالنسب والعلاقات الأسرية التقليدية كالنفقة التربوية والوقائية والحماية أيضا وذلك فقط حين يتم اتخاذ إجراء رسمي لتحديد الهوية وفق القانون العام للحالة الطارئة والتي تتمثل بتواجد الأم بدون وجود عشيق موثق لها أثناء حدوث الحمل.
وفي النهاية وليس الأخير، يبقى القرار النهائي مرتبطاً بخيارات القلب ورؤية العين والمعرفة الداخلية للقلب حول مدى قبول الجانبين لبعضهما البعض وفهم كامل لكل جانب مميزات وزواياه الغامضة داخل الشخصية الأخرى. إنها تجربة مليئة بالأمل والتحديات تحتاج لصبر واسع وإرادة أقوى لتحقيق سعادة مشتركة وطريق مستقيم أمام الجميع.