في موضوع اختيار مكان ذبح العقيقة بنية الصدقة، يشجع الدين الإسلامي تقديم المساعدة للأقارب الفقراء والجيران في مجتمعك المحلي قبل التفكير في مناطق أخرى خارج نطاقك الاجتماعي. هذا وفقاً لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تشدد على أهمية دعم هؤلاء الذين تربطكم بهم روابط قربى أو علاقة اجتماعية وثيقة. كما أكدت الأحاديث الصحيحة أن الإنفاق على الأسرة وعلى الزوجة والخادم يعد أعلى مرتبة من الناحية الدينية عندما يتعلق الأمر بإخراج صدقة تطوعية.
ومع ذلك، وفي حالة عدم وجود هذه الروابط الاجتماعية والقرابات، فإن المعيار التالي الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو المستوى الاقتصادي والمادي للسكان. إن تقرير "دار الإفتاء المصرية"، والذي يستند إلى تفسيرات علماء بارزين مثل ابن تيمية وابن باز، يؤكد أنه يمكن نقلك الصدقات والتبرعات إلى المناطق الأكثر احتياجاً حتى لو كانت أبعد جغرافياً من موقع تواجدك الحالي. وهذا لأن الدين يدفع دائماً نحو تحقيق أكبر قدر من الخير والإحسان حيثما وجدت الاحتياجات الملحة.
وفي حالتك تحديداً، حيث قد تكون تكلفة اللحوم أقل في بعض البلدان الأخرى ولكن السكان بشكل عام يحتاجون إليها أكثر بناءً على الظروف الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بكل منطقة، فالاختيار الأمثل سيكون لتقديم تلك الذبائح لهم. وذلك لتحقيق الغاية الرئيسية وهي تخفيف وطأة الفقر والشدة عن الناس الذين لديهم حاجة ماسة لهذه المساعدات الإنسانية. وبالتالي، فإن قرار الذهاب إلى المكان الذي فيه أغلب الأشخاص بحاجة هي الخطوة الأمثل بما يتماشى مع روح الرحمة والكرم في تعليمات ديننا الحنيف.
وهكذا، بغض النظر عن عامل سعر اللحوم、فالتركيز الرئيسي يجب أن يكون دائمًا على الوصول إلى الأفراد الأكثر حاجة وتوفير مصدر غذائي ضروري لهم سواء داخل بلدتك الأصلية أو خارجه.