مدة الإقامة وحدود الترخص للسفر: فهم مختلف الآراء والفقه الواسع

بالنسبة لسؤالك حول سفرك من جدة إلى أبها، هناك آراء مختلفة بين العلماء فيما يتعلق بمدة الإقامة التي يمكن للمسافر خلالها الاستمرار في التمتع برخص السفر.

بالنسبة لسؤالك حول سفرك من جدة إلى أبها، هناك آراء مختلفة بين العلماء فيما يتعلق بمدة الإقامة التي يمكن للمسافر خلالها الاستمرار في التمتع برخص السفر. وفقًا لرأي جمهور الفقهاء، تعتبر المدة لأربعة أيام بدون احتساب يوم الدخول والخروج. بينما ذهب البعض الآخر إلى اعتباره لمدة ٢١ يومًا. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بصياغة هذه العملية بشكل عملي، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا.

وفقًا للشافعية والحنابلة، إذا قررتك أنت وثائق سفرك للإقامة لأربعة أيام معينة (بدون تضمين يومي الدخول والخروج)، فهذه الـ٤ أيام ستعتبر نقطة انتقال لك من حالة "المسافر" إلى "المقيم". ولكن بناءً على رأي الحنابلة، يُحسب يوم الدخول والخروج ضمن هذه الفترة أيضًا، وهو ما يشكل أساس الاختلاف الرئيسي.

بالنظر لحالة سفرك الخاصة، يبدو الأمر واضحًا جدًا. نظرًا لأن نيّتك كانت البقاء حتى نهاية نهار الجمعة قبل رجوعك مساءً، فإنه بناءً على قاعدة "اليوم الذي تدخل فيه ويخرج منه"، لن يتم عد أي من هذين اليومين كمشارك في العد للأربعة أيام. وبالتالي، يمكنك الاستمرار في تطبيق رخص السفر خلال الأربع ليال التالية.

لكن يجب التنويه أن الفقه الإسلامي غالبًا ما يكون واسعًا ومتسامحًا. لا يوجد دليل قطعي في النصوص الدينية يدعم طريقة حساب دقيقة لهؤلاء الأيام أو أحكامهم بشأن يوم الدخول والخروج. لذا، رغم وجود وجهات نظر متنوعة بين الفقهاء، يبقى النهج الأكثر قبولا وأمانًا هو اتباع الراحة والاسترخاء الوثيق المرتبط بخدمات السفر نفسها طالما لم تكن الإقامة تتخطى الحد الأعلى المتفق عليه والذي يصل عادة لـ٢١ يوما حسب بعض المدارس الفقهية.

باختصار شديد ومباشر، يمكنك القطع والصلاة القصيرة أثناء فترة سكناك في أبها بشرط عدم تجاوز فترة الإقامة الاعتيادية وهي تقريبًا ١٧٣ ساعة (أي حوالي 7 ايام). إذا حدث وأن امتدت إقامتك بما يفوق هاتين الحدودتين، سيكون عليك تدارك الأمر وتقديم صلوات المحافظة القصيرة الأخرى بطبيعة الحال.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات