الحمد لله، وفقاً للشريعة الإسلامية، لا يجوز للمرأة أن ترتدي ملابس خاصة بالرجال، وللرجال كذلك عدم جواز لبس ملابس النساء. هذا الأمر محرم بشدة ويعتبر من الكبائر بحسب الحديثين الذين نقلتهما الفتوى عن ابن عباس وابو هريرة رضوان الله عليهم.

هذه التحريمات موجهة نحو الملابس التي تعتبر جزءا أساسياً من خصوصيات الجنس المعاكس حسب التعريف العام والمقبول لدى المجتمع. أما بالنسبة للأزياء غير المرتبطة ارتباطا وثيقا بجنس واحد والتي يمكن أن يرتديها أي من الجنسين دون استثناء، فإنها ليست ضمن نطاق هذا المنع.

مثلاً، كما أكد الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في كتابه "بهجة قلوب الأبرار"، فإن الأشياء تكون إما مشتركة بين الرجال والنساء (وهذه مباحة لكليهما لأن الأصل هو الإباحة) وإما خاصة بكل جنس. وعلى نفس النهج، يشرح لنا الشيخ ابن عثيمين حكم الملابس بأنها تنقسم إلى ثلاث مجموعات: الأولى هي تلك الملابس الخاصة بالرجال تماما أو الخاصة بالنساء تماما - وهذه واضحة والصعوبة هنا معدومة-. المجموعة الثانية تتضمن الملابس المشتركة والتي يمكن لكلتا الجنسين ارتداؤها بدون اختلاف كبير أو تمييز واضح بين الرجالي منها والنسائي. هذه الأخيرة لها مجال للتسامح عند وجود حاجة ماسة لهذا القبول.

وعند وجود حالات مشابهة لتلك التي طرحتها حيث يتم الجمع بين زي الرجال ونظيره الأنثوي بشكل كامل حتى يبدو الاثنان متشابhin، يجب التأكد من تحقيق الفرق والتأكيد عليه عبر تصرفات أخرى واضحة كالاحتجاب مثلا. وبالتالي، إذا كان نمط الـ "تي شيرت" الخاص بأخيك ليس رمزاً معروفاً كمظهر حصري لجنس بعينه ولم يكن له دلالة زينة تخالف تعليمات الدين الإسلامي، حينئذ يمكنك ارتداؤه داخل منزلك دون مخالفة شرعية ملحوظة طالما أنها ليست عادة عامة لرجل أو امرأة بناءً علي آراء الفقهاء السابق ذكرهم. نسأل الله الهداية والسداد للعالمين جميعا.