يُعدّ الجري من أقدم الرياضات التي مارسها الإنسان، فهو أبسط أشكال الحركة البدنيّة، ويتطلّب من اللاعب القوة والسرعة والتسلسل المنطقي في حركة الجسم. منذ فجر التاريخ، كان الجري وسيلة للصيد، والمغامرة، والحرب، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رياضة تنافسية مع اكتشاف الإنسان لفرض قواعد محدّدة على المسابقات.
تُعدّ الألعاب الأولمبية القديمة في اليونان القديم أول سجل رسمي للجري كرياضة، حيث أُقيمت أول سباقات الجري خلال هذه الألعاب منذ عام 776 قبل الميلاد. في تلك المرة الأولى، كان الفائز هو كورويبوس إيليس، الذي غدا اسمه مرتبطاً بمسمى "الأوليمبياد" للأربع سنوات التالية.
كان الملعب الأولمبي آنذاك عبارة عن أرض مكشوفة غير مستوية، ولم يكن هناك مسارات محدّدة أو معدات خاصة. تمتدّد المسافة إلى 192 متراً تقريباً، وتمّ تحديدها بواسطة حبال موضوعة على الأرض. وبمرور الوقت، تطورت ممارسة الجري إلى حدّ كبير، حيث تمّ تصميم مسارات منحنية اصطناعية في عام 1956 وبدء استخدام مكعبات البداية في عام 1984. كما تطورت أيضاً الملابس والأحذية التي يرتديها المتسابقون، لتصبح أخف وزناً وأكثر ملاءمة للجسم، مما ساهم بشكل كبير في زيادة سرعة الجري.
يُقسم حالياً سباقات الجري السريع إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
* سباقات السرعة القصيرة المسافة: تتضمن مسافات 100 متر، 200 متر و 400 متر. تتميز هذه المسابقات بتسارع سريع شديد في البداية، ويحاول المتسابقون المحافظة على سرعة عالية طوال السباق.
* سباقات السرعة متوسطة المسافة: تتضمن مسافات 800 متر و1500 متر، وتعتمد هذه المسابقات على تحمّل المتسابقين إلى جانب السرعة، حيث يتحرك اللاعبون في خط واحد ثم يتداخلون لجعل المسافة متساوية بينهم.
* سباقات السرعة طويلة المسافة: تتضمن مسافات 3000 متر و5000 متر و10000 متر. تعتمد هذه المسابقات على التحمل والسرعة بشكل كبير، وتُعتبر صعبة للغاية.
يُعدّ الجري السريع رياضة عالمية شائعة، ويستطيع جميع الفئات العمرية ممارستها.
تُعتبر الرياضة من أكثر أنواع الرياضات التي يمكن ممارستها في كل مكان دون الحاجة إلى معدات معقدة أو مساحات واسعة.
يجب على من يرغب في ممارسة الجري السريع أن يلتزم بتدريب مكثف وممارسة منتظمة للحصول على أفضل النتائج، ويبقى الجري السريع رياضة تنافسية شائعة في جميع أنحاء العالم، والتي تستمر في التطور وتبديد المزيد من الأرقام القياسية.