في الإسلام، يُعتبر النحل ملكاً طبيعياً لا يمكن حصر تحركاته بشكل كامل. حيث أنه أثناء بحثه عن الرّحيق لنقلها إلى خليته لإنتاج العسل، قد يدخل في مساحات خاصة بالآخرين. وفقًا لفقه فقهاء المسلمين، هذا الإدخال الطبيعي ليس سببًا للحكم بالتعويض أو القصاص، وذلك بسبب عدم القدرة العملية لمنع تحركات النحل الحرّة. كما ذكر الشيخان الصاوي وابن قدامة، بالإضافة إلى موسوعتهم الفقهية الكويتية، يشترط وجود نوعٍ من السيطرة أو منع التسبب في الضرر لتطبيق أحكام التعويض. وبالتالي، يصنف النحل ضمن الحيوانات غير المسؤولة قانونيًا عن تسببه بالأضرار حسب فهم الفقهاء للمبادئ الإسلامية المتعلقة بتحديد المسؤوليات القانونية.
ومع ذلك، عندما تتسبب نشاطات النحل بالتأثير السلبي على ممتلكات الآخرين أو تعرض سلامتهم للخطر، يجب اتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من تلك الآثار بناءً على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار". فعلى صاحب النحل تجنب إيذاء مجاوراته قدر المستطاع حتى لو كانت المنطقة الأصلية مليئة بالنباتات والأزهار النافعة لصناعة عسل صحِّي ونقي. فالالتزام بمبدأ عدم التعرض للأذى متطلب أساسي لكل المجتمعات المتحضِّرة وهو أمر مدمج داخل الأعراف الاجتماعية والدينية للاستقرار العام بين أفراد المجتمع الواحد. إنها مسؤوليتنا الأخلاقية والحسنة تجاه بعضنا البعض والتي يستحب تنفيذها دينياً واجتماعياً بنفس القدر.