على الرغم من الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن الأطفال يتمتعون بقدرة خاصة تسمح لهم برؤية الملائكة أو الجن، إلا أنه ليس هناك دليل شرعي ثابت يؤكد هذه الفرضية. ومع ذلك، فإن رؤية الملائكة أو الجن، وإن كانت محصورة في بعض الأحيان في الأنبياء عليهم السلام، إلا أنها ليست مستبعدة تمامًا بالنسبة لبقية البشر، بشرط عدم كونها بصورة حقيقية مخلوقة لها.
وردت العديد من الروايات عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين واجهوا الملائكة في مظاهر مختلفة، مثل قصة عمر بن الخطاب حين رأى شخصًا جميل المنظر يشرح للإسلام، وكلاهما كانا جبريل عليه السلام في هيئة أخرى. كما روى سعد بن أبي وقاص أيضًا مشاهداته للملائكة خلال معركة أحد وهم يقاتلون دفاعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الأمثلة تشير إلى إمكانية رؤية الملائكة خارج شكلها الطبيعي ولكن ضمن حدود وضوابط دينية واضحة.
وفي سياق الجن، نقرأ حديث أبي هريرة الذي تعرض فيها لعصابة يدعي فيها حاجة كبيرة وعيلة لتبرير سرقة الطعام من الزكاة. وبعد اكتشاف الأمر، أكد النبي صلى الله عليه وسلم لشخصيتها المشبوهة رغم ادعاءاتها الكاذبة، موضحًا أن هذا الشخص هو شيطان متظاهر بالهيئة الإنسانية. وبالتالي، تثبت هذه الوقائع احتمال ظهور الجان ببضعة أشكال لتشكيك المؤمنين وتشتيت انتباههم.
وتظل قدرة الأطفال تحديدًا لرؤية العالم الغيبي مجالًا مفتوحًا للتساؤلات دون وجود أدلة قطعية. لذلك، يجب التعامل بحرص واحترام تجاه تصورات الأطفال العقلية والعاطفية فيما يتعلق بالمجهول والمجهوليات باعتبارها تجارب شخصية ومحتملة الحدوث. لذا، عند مشاهدة طفلك مبتسمًا أثناء النظر نحو جزء فارغ من الغرفة، فمن غير المناسب التسرع بافتراض حضور ملائكي؛ لأن الأمر مجرد افتراض عرضي بدون أساس شرعي مثبت. إن فهم طبيعة التجارب الغيبية وفهم الحدود الدقيقة لقوانين القدرة البشرية المتعلقة بها ضروري لفهم أفضل لمثل تلك المواقف.
