يعد التدخين أحد العوامل الرئيسية المعروفة التي تساهم بشكل كبير في الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر التبغ السبب الرئيسي للوفاة بسبب الأمراض المزمنة القابلة للوقاية منها. يؤثر هذا الأمر على حياة ملايين الأفراد حول العالم سنوياً.
إن الأبحاث العلمية الحديثة قد كشفت عن مدى خطورة تأثير التدخين على العديد من الأعضاء الحيوية في الجسم مما يزيد احتمالية إصابتها بالسرطان. فالأبحاث الطبية تؤكد وجود علاقة قوية بين تدخين السجائر وزيادة مخاطر الإصابة بورم الرئة وهو أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى المدخنين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتدخين النيكوتين أيضاً زيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى متعددة من السرطان بما فيها سرطان الفم والحنجرة والمريء والمعدة والكلى والثدي حتى عند النساء غير الحوامل.
العلاقة البيوكيميائية الدقيقة لهذه التأثيرات تتضمن عملية تسمى "تحفيز الخلايا". حيث يحتوي دخان التبغ على مواد مسرطنة مثل مركبات البوليفينيل ومتعددات الكلور ثنائي البنزوبيريدينات وغيرها الكثير والتي تعمل كمسببات للمرض حين يدخل الجسم ويؤدي باستمرار التعرض لها لنمو خلايا سرطانية بدلاً من الموت الطبيعي لها كما يحدث عادةً مع الخلايا البشرية الصحية الأخرى.
بالإضافة لذلك فإن للتدخين آثار جانبية ضارة أخرى خارج نطاق الأمراض المرتبطة مباشرة بخطر الإصابة بالأورام كالامراض القلب والشرايين, مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD), أمراض الكبد المختلفة وأكثر من هذا بكثير. إن الوقاية هنا تبدأ باتخاذ قرار شخصي بالإقلاع عنه تماماً والاستعانة بمختلف وسائل المساعدة المتاحة لتحقيق هدفه الصحي الذاتي نحو الحياة الآمنة خالية من الأمراض. ومن الجدير بالملاحظة أنه ليس فقط المدخنون الذين يعانون من هذه المخاطر ولكن أيضا أولئك المقربون منهم ضمن ما يعرف بالتدخين السلبي معرضون بنفس القدر لمثل تلك المشاكل الصحية. وبالتالي فان الدعوة لإيقاف ظاهرة تعاطي وممارسة التدخين يشكل حماية مجتمعية شاملة تحفظ سلامة الجميع وتجنب انتشار العدوى والأخطار الناجمة عنها بحق جميع أفراد المجتمع بلا استثناء.
