في رحلة الحمل الرائعة والمدهشة التي تستمر لأكثر من تسعة أشهر، غالباً ما يثير الأسبوع الأول الكثير من الأسئلة والاستفسارات بين النساء الحوامل وعائلاتهن. وفي حين أنه قد يبدو الأمر مبكرًا للغاية لملاحظة تغييرات ملحوظة، إلا أن العملية البيولوجية العجيبة للإنغراس وتشكيل الخلايا الأولى هي بالفعل تحت الطريق.
بدايةً، من الجدير بالذكر أن تحديد "أسبوع واحد" بعد الإخصاب ليس دقيقاً دائماً بسبب الاختلاف في مواعيد الدورات الشهرية لدى النساء. ولكن بناءً على التقويم المعتاد للحمل، والذي يبدأ مباشرة من أول يوم لدورة الطمث الأخيرة قبل الحمل، فإن اليوم السابع إلى الثامن هو عادة ما يُشار إليه كـ "الأسبوع الأول". خلال هذه الفترة المبكرة جداً، تبدأ عملية الإنغراس - وهي اللحظة التي تتسلل فيها البويضة الملقحة إلى بطانة الرحم لاستعمارها.
خلال هذا الوقت القصير نسبياً، هناك العديد من الأحداث البيولوجية الهامة تحدث خلف الكواليس. تبدأ البويضة الملقحة، والتي تسمى الآن الزيجوت، بالتكاثر سريعاً عبر الانقسام النووي المتسلسل. بحلول نهاية الأسبوع الأول تقريباً، قد تحتوي تلك الخلية الواحدة الأصلية على حوالي ستة عشر إلى ثلاثمائة خلية صغيرة مرتبطة مع بعضها البعض بشكل وثيق لتشكل كرة متعددة الطبقات تُعرف باسم البلاستوسيت.
على الرغم من عدم وجود شكل واضح للجسم أثناء هذه المرحلة المبكرة جداً، إلا أنها خطوة حاسمة نحو تشكيل أساس الطفل المستقبلي. يتم تنظيم طبقات خلايا البلاستوسيت البدائية لتكوين ثلاثة مستويات رئيسية: الغشاء الخارجي للأجنّة (السورونيكتودام)، الجزء الداخلي الأوسط (الدورزوريكتودام)، والطبقة الداخلية الأكثر قرباً لبيئة المشيمة (الإنترونتيكتودام). كل واحدة منها تلعب دوراً حيوياً في تطوير الأعضاء والأنسجة المختلفة لاحقاً.
وعلى الرغم من أنه قد يستغرق وقت طويل حتى يظهر نبض القلب ويصبح جنين قابل للرؤية بالأمواج فوق الصوتية، إلا أن الأسبوع الأول يشهد عملاً شاقا ومثيرا للمستقبل الصغير الذي ينمو تدريجياً داخل الأم. وبالتالي، فهو جزء أساسي من الرحلة المثيرة التي تمتد لعشرة أشهر والتي تؤدي أخيرا إلى ولادة حياة جديدة .