الحمد لله، ما يدفعه ملاك الشقق من رسوم للصيانة والخدمات لاتحاد الملاك هو دفع لما يلزمه من تكلفة المنافع المشتركة في العقار. سواء كان ذلك لصيانة المستهلك أو التالف من العقار، أو أجرة ما يشتركون في منفعته جميعا، كالحارس، أو خدمات الدش والاتصالات، ونحو ذلك.
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص قد يستخدمون هذه المنافع بصورة محرمة، إلا أن هذا لا يؤثر على تعاقدك معهم. فأنت تستخدم هذه الخدمة في إطارها الشرعي. ودفعك الاشتراك لا علاقة له بالآخرين؛ لأن كل شخص يدفع مقابل انتفاعه هو من هذه الخدمة، ولا يدفع عن الآخرين. فإذا لم يدفع، ستتوقف الخدمة عنه وحده، وتبقى لمن يدفع. فالجهة منفكة بينك وبين بقية المستخدمين، ولا يتوقف تأجير الخدمة لهم على اشتراكك أو عدمه.
وبالتالي، ما دام أنك تستخدم هذه الخدمات في الحلال، فلا حرج عليك. والله تعالى يقول: "ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى" (الأنعام: 164). أي أن كل نفس مسؤولة عن أفعالها فقط، ولا تتحمل وزر غيرها.
ومع ذلك، إذا أمكن أن تستقل بخدمة خاصة بك، تدفعها عن نفسك، ولا تشارك فيها غيرك، فهو أحسن وأحوط لك. وإذا كان الاشتراك في مجموع هذه الخدمات نظاما إلزاميا عاما للمجمع السكني، لا يمكنك الانفكاك عنه، فهذا وجه آخر في الرخصة، إن شاء الله. والله أعلم.