\ ناقش العلماء مسألة حكم الأصوات التي قد تصدر خلال أداء الصلوات، خاصة فيما يتعلق بخلاف الرجال والنساء. وفق الحديث النبوي المتفق عليه عند البخاري ومسلم، عندما ينتاب المرء أمر ما أثناء الصلاة - مثل خطأ الإمام، دخول أحد، تحذير عمي أو تنبيه ساكن - يتم التشجيع على "التسبيح" بالنسبة للرجال بينما "التصفّيح" يُعتبر مستحبًا لدى النساء.
وعليه، فإن الأصل في هذه المسألة هو منع تسبيح النساء أمام الرجال بسبب الخشية من اختلال الآداب الإسلامية بسبب أصواتهن. ولكن إذا كانت المرأة وحدها مع أخريات أو داخل منزل خاص بها دون وجود رجال غرباء، فإنه ليس هناك مانع ديني يحرم عليها القيام بالتسبيح بدلاً من التصفيق لتلبية تلك الظروف الطارئة خلال الصلاة.
الأمثلة التاريخية تؤكد هذا الفهم. فعندما لاحظت أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها حالة استثنائية في يوم الكسوف حيث قامت الناس بتغيير وضعياتهم أثناء الصلاة، طلب منها أختها أسماء التأكد مما يحدث خارج البيت. رددت عليها بالسؤال حول ما إذا كانت الشمس هي السبب (أي علامة سماوية لإظهار الكسوف) ثم أجابت بنفسها "نعم". هنا، رغم كون عائشة وأسماء وحدهما في المنزل الخاص بعائشة وقت حدوث الاستثناء المناخي الكبير، إلا أن الأولى سبحت والثانية تابعتها بدون أي اعتراض. وهذا يدل بشكل واضح على أن المنع يأتي لحماية الأعراف الاجتماعية وليس فرضياً دائماً.
ومع ذلك، يجب التنويه بأن بعض الفقهاء يشترطون عدم وجود أي رجل غريب سواء داخل المنزل أو خارجه للحالة الخاصة بحيث يسمح للمرأة بالتسبيح تحت جميع الظروف. ويذكر هؤلاء أن التركيز الرئيسي يجب أن يكون دائمًا نحو تقليل احتمالات الاختلاط غير المعتاد مع أفراد جنس مختلف.
وفي نهاية المطاف، يمكن تلخيص القرار الأخلاقي بأنه يستند إلى التفاهم العملي للأحوال الشخصية لكل فرد ومحيطه الاجتماعي مع مراعاة النصوص الشرعية والصبر الذي وجه به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين عبر قرونه الذهبية .