يواجه العديد من الشباب اليوم تحديات اقتصادية أثناء فترة التعليم العالي والزواج، خصوصاً عندما يكون هناك طلبات مادية من الأهل. هذه الحالة هي حالة شائعة يمكن فهمها عبر قصة الطالب المتزوج الذي يدرُس للحصول على درجة الدكتوراة خارج وطنه الأصلي. يحصل هذا الشخص على منح دراسية لدعم نفقاته الدراسية، لكنه أيضًا يساعد عائلته وخاصةً والده. رغم الظروف الاقتصادية الضيقة، فهو حريص على برّ أبويه واستمرار دعمهما.
في هذه الفتوى، يتم تسليط الضوء على عدة جوانب مهمة:
- النفقة والمسؤولية: يشرح الفقهاء أن الأب ملزم بتوفير الاحتياجات للأبناء الذين يحتاجون إلى الزواج وغير قادرين على الكسب. ومع ذلك، يبدو أن حالتك مختلفة حيث لديك مصدر ثابت للدخل وتتمكن من الادخار أيضا. لذا، ربما سيكون أفضل حل لتجنب المشاكل المستقبلية هو التأجيل ومواصلة توفير مستقبلك الخاص.
- استخدام أموال الطفل: يسمح الدين الإسلامي للآباء بأخذ جزء من أموال الأطفال عند الحاجة بشرط عدم وجود ضرر يلحق بهم. هنا، يبدو أن طلب والدك للمبالغ قد يؤثر سلباً على قدرتك على بناء أساس مادي مستقراً لنفسك وزوجتك وابنك الجديد.
- الدعاء والعلاقة: الدعوات الغير مشروعة ليست مؤثرة بإذن الله. ومع ذلك، البر بالوالدين واجب مقدس يستحق المحاولة للتخفيف عنهما قدر الإمكان حتى لو كانت الوسائل محدودة. حاول دائماً التواصل بالحكمة والموعظة الحسنة بدلاً من الجدالات العقيمة.
- الإدارة الفعالة للأمور المالية: كن واضحاً وصريحاً بشأن وضعك الحالي والمستقبلي فيما يتعلق بالأمور المالية. تقديم قسمة المعاشات بشكل دوري (مقسطة) قد يكون خياراً مناسباً لمنع الشعور بالإحباط لدى الوالدين بينما تتابع خطط الادخار الخاصة بك أيضاً.
- شكر نعم الله: الاعتراف بالنعم التي توفرتها في حياتك مثل العلم والاستقلال الاقتصادي - وهي أشياء لم تنعم بها إخوتك - دليل تقدير لنعم الله عز وجل. استخدام هذه النعم لإسعاد الآخرين وإظهار العطف والحنان يعد طريقة رائعة لإظهار الامتنان وتعزيز الروابط الأسرية القائمة على الحب والتقدير المتبادلين.
وفي النهاية، تذكر دائمًا أن السعي لتحقيق توازن بين حقوق ورعاية أفراد الأسرة الهامة وحماية مصالح الفرد أمر ممكن بالتخطيط المدروس والصبر والثبات على الحق.
