مع بدء الحمل، يمكن أن يواجه العديد من النساء تغيرات هرمونية تؤثر على مستويات الضغط الدموي لديها. بينما ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل قد يحظى باهتمام كبير، فإن انخفاض ضغط الدم أيضًا يمكن أن يشكل تحديات صحية محتملة للأم والجنين. هذا المقال سيقدم دليلاً شاملاً حول كيفية إدارة وضمان استقرار ضغط الدم المنخفض خلال فترة الحمل.
في البداية، من المهم فهم ما يعنيه "انخفاض ضغط الدم". يُعتبر ضغط الدم أقل من 90/60 مم زئبق لدى الشخص العادي غير الحامل علامة على الضغط الدموي المنخفض. ولكن بالنسبة للمرأة الحامل، يتم تحديد القيمة الطبيعية بناءً على تاريخ شخصي سابق لضغط الدم المنخفض، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه غالبًا ما تتراوح معدلات الضغط بين 110/75 و140/80 إلى جانب زيادة الوزن والاستلقاء بشكل متكرر أثناء النهار.
يمكن أن يؤدي الانخفاض الشديد في ضغط الدم إلى مجموعة متنوعة من الأعراض مثل الدوار والدوار عند الوقوف بسرعة وتباطؤ نبضات القلب والإغماء وفقدان الوعي والألم الصدري والغثيان والتقيّؤ. هذه الأعراض ليست فقط مزعجة ولكن أيضاً خطيرة وقد تحتاج إلى رعاية طبية فورية.
تتضمن بعض الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الضغط الدموي المنخفض للحوامل تناول وجبات صغيرة وصحية ومتعددة يومياً لتوزيع الجلوكوز والمغذيات بشكل ثابت في مجرى الدم؛ والحفاظ على ترطيب الجسم بكثرة السوائل الصافية كالماء ومياه الخوخ والعصائر قليلة السكريات; تجنب الوقوف المتواصل وتحسين الوضعية العامة للجسد باستخدام الوسائد لدعم الأرجل والساقين; إضافة ملح الطعام تدريجياً حسب الحاجة وبإشراف طبيب متخصص; وأخيراً ممارسة تمارين خفيفة تحت إشراف مدرب رياضي معتمد بعد الثلث الثاني من الحمل لمقاومة آثار الجاذبية.
بالإضافة لذلك، هناك أدوية محددة مصممة خصيصاً لعلاج حالات الضغط الدموي النازِل والتي تعتبر آمنة للاستخدام أثناء الحمل عند وصفها بواسطة الطبيب المعالج. ومع ذلك، يجب دائماً الرجوع للطبيب قبل البدء بأي نوع جديد من العلاج لتحديد السبب الأساسي للإصابة بالضغط المنخفض واتخاذ القرار المناسب بشأن التدخل الدوائي الأنسب لحالتك الصحية الخاصة.
وفي نهاية المطاف، التواصل المستمر مع فريق الرعاية الصحية الخاص بالحمل أمر ضروري جداً للتأكد من سلامة كلٌّا من الأم وجنينها وأن تكون جميع الخطوات اتخذت نحو حياة حمل صحية وسليمة قدر الإمكان.