تعد زيادة عدد كريات الدم البيضاء (التهاب العدلات) حالة شائعة يمكن ملاحظتها لدى العديد من الأطفال ولا تشير بالضرورة إلى وجود مشكلة صحية خطيرة. ومع ذلك، فإن فهم هذه الزيادة أمر ضروري لتحديد ما إذا كانت تستدعي القلق الطبي أم أنها مجرد اختلاف طبيعي. سوف نستعرض في هذا المقال أسباب التهاب العدلات الشائع لدى الأطفال وكيف يتم التعامل معها سريريًا.
كريات الدم البيضاء هي جزء أساسي من جهاز المناعة لدينا، وهي المسؤولة عن محاربة الالتهابات والميكروبات المختلفة. عندما يواجه جسم الطفل عدوى أو إجهادًا كبيرًا، قد ينتج مستويات عالية من خلايا الدم البيضاء كاستجابة طبيعية. يُعرف هذا الأمر عادةً باسم "الرد الخلوي".
على الرغم من أن ارتفاع تعداد خلايا الدم البيضاء ليس دائمًا علامة تحذيرية، إلا أنه يمكن أن يشير أيضًا إلى حالات أكثر جدية مثل اضطرابات المناعة الذاتية، والأورام الخبيثة للأطفال، ومشاكل نخاع العظم الأخرى التي تحتاج إلى علاج فوري. لذلك فإن التصوير الدقيق للتعداد وتقييم الأعراض العامة للمريض أمر حاسم لإدارة الحالة بشكل صحيح.
تشمل الأمثلة البسيطة لسبب زيادة خلايا الدم البيضاء لدى الأطفال ما يلي: الإجهاد البدني العقلي والجسدي، الحالات الفيروسية والبكتيرية النموذجية، بعض أنواع الأدوية، وأحياناً بسبب الوراثة. وفي المقابل، تشمل الاستجابات غير الاعتيادية للإجهاد والتي تتطلب رعاية طبية متخصصة احتقان الدم الناجم عن سرطان الدم عند الأطفال ، ومتلازمات نخاع العظم الوراثية المعروفة بأنواع مختلفة منها.
إذا لاحظ الآباء تغييرات مفاجئة وحادة في لون بشرة طفلتهم نحو اللون الأخضر أو اليابس، فهناك احتمال بنسبة كبيرة لأن تكون هناك حاجة لاستشارة طبية فورية وإجراء مزيدٍ من الاختبارات لتأكيد التشخيص. علاوة على ذلك، فإن مراقبة ظهور ألم عام شديد غير مرتبط بحالة مرض معروفة يعد مؤشر مهم للبحث عن مساعدة طبية استشارية متخصص.
في معظم الحالات، لن يكون تدخل طبي مباشر مطلوبا لمراقبة الزيادة المؤقتة لخلايا الدم البيضاء المتعلقة بالإجهاد الجسدي أو النفسي أو بعد حل العدوى نفسها. ومع ذلك، بالنسبة للحالات الأكثر تعقيدا والحساسة، فقد يقترح المحترفون الصحيون خيارات العلاج بناءً على تقرير نتائج اختبار مخبري شامل ودراسة شاملة لحالة المريض الصحية الكلية والنفسية أيضا.
باختصار، إن تحديد سبب زيادة تعداد خلايا الدم البيضاء لدى طفلك واستبعاد أي مضاعفات محتملة أمر حيوي لصحة نموه المستقبلي ورفاهيته. ومن خلال التواصل الفعال مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك والاستمرار في تلقي المشورة الطبية الدقيقة، يمكنك التأكد من حصول صغيرك على الرعاية المثلى أثناء مواجهة تحديات الصحة المختلفة.
