تعد حصوات الكلى مشكلة صحية شائعة يمكن أن تؤثر على الأفراد من جميع الأعمار والأجناس. هذه المشكلة تحدث عندما تتبلور المعادن والمركبات الأخرى الموجودة في البول لتشكل رواسب صلبة داخل الكلية أو الأنبوب الأنبوبي المؤدي إلى المثانة. هناك عدة أنواع لحصوات الكلى ولكل نوع خصائص مختلفة وقدرات علاجية متباينة. دعونا نستعرض بعضاً من أكثر الأنواع شيوعاً وأسبابها وكيفية تخفيف العبء عليها.
الحصوات أكسالات الكالسيوم: تعتبر هذه الحصوات الأكثر انتشاراً وهي الناتجة غالباً بسبب ارتفاع مستوى أكسالات الصوديوم المرتبط بنظام غذائي غني بالدهون والأطعمة المصنّعة والمأكولات البحرية والفواكه المجففة مثل التوت والعليق والخوخ. لخفض خطر الإصابة بها، ينصح بخفض استهلاك تلك الأغذية واستبدالها بالأطعمة الغنية بمادة الليغنين (مثل الفاصولياء والبقوليات) والتي تعمل كمضادات للأكسدة وتقلل امتصاص الجسم لأكسالات الكالسيوم. بالإضافة لذلك، يمكن أيضاً تقليل حموضة البول عبر زيادة تناوُل الخضراوات الورقية كالبقدونس والسبانخ وبروكسل.
حصوات أوكسالات سترات المغنسيوم: قد يحدث هذا النوع نتيجة اختلال توازن معادن معينة في جسم الإنسان خاصةً عند التعرض لنقص نسبة البوتاسيوم وفيتامينات B6 وB12. تشمل مصادر بوتاسيوم غنية الجزر والتفاح الأخضر وزيت الزيتون ومنتجات القمح الكامل. أما بالنسبة لفيتاميني بي ٦ وبي ١٢، فنجد أنهما موجودتان بشكل طبيعي في اللحوم الحمراء والكبد والدجاج والديك الرومي والسلمون وكذلك منتجات اللبن الرائب والتوفو والحمص وحليب الصويا. يساعد تناول مكملات هذين الفيتامينين تحت إشراف الطبيب المختص على إعادة تحقيق الاتزان المعدني وتعزيز عملية الترشيح الطبيعية للبول مما يؤدي بدوره لتقليل فرصة تكون الحصوة مجدداً.
حصوات سيستين: ترتفع احتمالية ظهور هذا النوع لدى الأشخاص الذين يعانون من حالة نادرة تسمى "مرض سيستينورويا" والذي يتميز بتكوين بول غني بحمض أميني يدعى سيستين. عادة ما يتطلب الأمر أدوية محددة لتحويل تركيبة الأحماض الأمينية في البول مبتعداً عن الحالة التي تشجع نمو كريستالات السيستين.
حصوات اوريك أسيد: غالباً ما ترجع جذور هذه الحالة لاستهلاك الكثير من المنتجات الحيوانية والقمح والنبيذ الأحمر وغيرها مما يرفع معدلات اليورات (أوراق الشجر). لمقاومة تراكم ذلك الحمض، يجب خفض الاستهلاك اليومي لهذه المواد الغذائية والاستعاضة عنها بثمرة واحدة يومياً من التفاح الأخضر والبرتقال والجريب فروت؛ إذ أنها تحتوي مواد مضادّةٍ للإكسدة تساهم بطرد فضلات اليورات خارج الجسم قبل تحويلها إلى بلورات مؤذية داخل الجهاز الهضمي.
بالرغم من اختلاف طرق العلاج بين الأنواع المختلفة للحصوات إلا أنه بالإمكان اتخاذ إجراءات وقائية عامة فعالة تبدأ بجفاف حوض الكلى باستخدام نظام غذائي قلوي ومياه جي ملوحة قليلة ومتابعة مستويات أملاح الدم ولاستشارة مختصين لعزل السبب الدقيق خلف حالتهم الصحية الخاصة بهم وإرشادهم نحو خططه علاجي شخصية مصممة لهم فحسب. إن فهم أساسيات علم التشريح وعمل المسالك البولية وكيف تستطيع تغيير النظام الغذائي وتحسين الصحة العامة للجسم ليصبح أقل عرضة لإنتاج أحجار جديدة هو مفتاح نجاعة تعاملك مع حالتك الطبية المستقبلية ذات الصلة بهذا الموضوع الخطير!