في رحلة الوالدين، هناك لحظات تبدو كأنها تطير سريعًا جدًا؛ تلك اللحظات التي تكون خلال سنين النمو والتغيير الأولى للأطفال. هذا التسارع في الزمن ربما يثير تساؤلات حول سبب يبدو فيه الطفل يكبر بوتيرة هائلة. الجواب بسيط ولكنه معقد في نفس الوقت: إنه نتيجة طبيعية لدورة حياة الإنسان الطبيعية ونموه البيولوجي العظيم.
الأطفال حديثوا الولادة يُظهرون قدرة فائقة على التعلم والتطور. الدماغ البشري يتمتع بنظام تعليم غير مسبوق - يمكن اعتبار كل يوم جديد فرصة جديدة للطفل للتعرف على العالم حوله. قبل السنة الثانية من العمر، يستطيع دماغ الطفل استيعاب حوالي مليون اتصال عصبي لكل ثانية! وهذا يسمح له بالتعامل مع المعلومات الجديدة بشكل متعدد الأبعاد وبسرعة مذهلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المهارات الحياتية الأساسية مثل المشي والكلام تستغرق وقتاً أقل بكثير مما نتوقعه. بحلول العام الثاني، يجب أن يكون معظم الأطفال قادرين على إصدار أصوات واضحة ومعرفة كيفية التنقل داخل بيئتهم المنزلية. هذه القدرة الفائقة للتكيف والاستجابة للمحفزات الخارجية تساهم أيضاً في الشعور بأن "الوقت يمر بسرعة".
لكن أهم شيء يجب أن نذكره هنا هو أنه بغض النظر عن مدى السرعة التي يشعر بها المرء بأن طفلها يكبر بها، فإن كل مرحلة لها قيمتها الخاصة. فهي تمثل خطوة أخرى نحو تحقيق الاستقلال والحياة المستقلة. لذا، بدلاً من القلق بشأن مرور الزمن بمحض نفسه، دعونا نقدر ونستمتع بكل لحظة صغيرة مميزة في سنوات طفولتنا الثمينة الأولى.