الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يعتبر الاغتسال جزءًا أساسيًا من النظافة الشخصية والأدعية الروحية لدى المسلمين عند تعرضهم للحالات الصحية المختلفة مثل الحيض والنفس. وفي حالة وجود جروح أو إصابات أثناء فترة حیاض یا نفاس، یؤكد الفقهاء علماً ضرورة التأكّد من تطهیر الجسم بشكل كامل باستخدام مياه طاهرة.
إذا كنتِ مصابة بجروح مكشوفة خلال تلك الفترة، يجب مراعاة حالتها؛ أي هل هي تتعرَّض للتَّضرُّر نتيجة مرور المياه عليها؟ لنفترض أولاً أنها ليست كذلك وأن دماءً تنزل منها بينما تقومين بغسل جسمك. هنا يكمن جوهر المسألة: هل يجعل نزيف الدم الموقع مغسولاً بمياه نجسة وغير قابلة للاستخدام لأداء عبادتك؟
وفقاً للأئمة المعروفين، يشترط للماء المستخدم في الوضوء والاستحمام أن يكون نظيفاً ولم يتداخل معه شيء أدى لتغيير طعمه ولونه وروائحہ. لذا، إذا رأيت قطرات صغيرة نسبياً من الدم تشكل قليل جداً من حجم الماء المجمع لاستخدامه للغسل، فلن تؤثر سلبياً على نقائه وستكون عملية الاغتسال معتبرة شرعاً. أما إن كان وجود الدم بكثرة مما يعطي الماء صفاته الخاصة ويجعله ناقص الكفاية كمادة مطهرة، حينئذٍ سيصبح غير صالح لهذا الغرض وينطبق عليه وصف "النـَّجاست".
ومن الجدير ذكره أيضاً أنه يوجد اختلاف فيما يتعلق بحكم مياه الدوش المستمرة حيث ترى بعض الآراء بأن جريان الماء فيها يكسبه خصائص مشابه لما يسمى بـ"المیضان"، وهو نوع خاص من الأمطار التي تسقط باستمرار والتي لا يمكن اعتبارها نجسة مهما اختلطت بشيء آخر كالدم مثلاً طالما حافظت على شكلھا الطبيعى دون تغيير لأوصافها الأصلية -أي لون وطعم ورین-. لذلك، إذا وجدت نفسك تستخدمين نظام دش ثابت أثناء تنظيف المنطقة المُصابة، سيكون لديك اطمئنان أكبر بشأن صلاحيتها لإتمام مناسك Hygiene الخاصة بالنسبة لك سواء أكانت متعلقة بالحوض أو الدش نفسه.
لكن تجدر بنا الإشارة هنا إلى نقطة هامة أخرى وهي عدم أهمية كون الموقع المغسول أصبح الآن تحت قبضة قبضة المياه ذات الخواص الجديدة المحتملة بسبب تواجد الدم داخله فقط أثناء عزوف الفترة الزمنية بين كل مرة ودخوله مجازفين مبتعدينا تمام البعد عنه لصالح استخدام مصدر مختلف للمياه الطاهرة عوضا عنها وذلك لحفظ حقنا بالنيل من رضا رب العالمين سبحانه وتعالى وتحقيق سلام روحي وسيلة لدفع الشيطان بعيدا عن طريق الفرائض المعلومة لدى الجميع منذ القدم حتى يوم القيامة.. وفقكم الله لكل خير وزادكم حرصا وصلاحا فى دين دنيا وآخراه معا إنه نعم المولى ونعم النصیر!
