يُعتبر المر أحد العلاجات الطبيعية التي عُرفت بفوائدها العديدة للجسم بشكل عام ولصحة الكلى تحديداً، وذلك بسبب خصائصه الغذائية القوية والمواد النشطة بيولوجياً فيه. يحتوي نبات المر على نسب عالية من الفيتامينات والمعادن التي لها دور فعال في تعزيز وظائف الكلية الحيوية والحفاظ عليها.
أولاً، يمتاز المر بمحتواه الغني بالأحماض الأمينية، مثل حمض الأسبارتيك وحمض الجلوتامين، والتي تساعد في تقليل الضغط على الكلى وتقوية خلاياها. هذه الأحماض تعمل كمواد مضادة للأكسدة داخل الجسم، مما يساعد في الوقاية من الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى تلف الخلايا والكبد والكليتين. كما أن وجود البروتينات النباتية في ثمار المر يساهم أيضاً في تحسين الدورة الدموية وزيادة امتصاص المواد المغذية الهامة.
ثانياً، يُعرف المر بتأثيره المنظف والقلوي على جسم الإنسان. فهو يعمل على خفض مستويات الحموضة الزائدة في الدم والنسيج الخلوي، وهو أمر ضروري لصحة الكلى لأن ارتفاع مستوى الحموضة يمكن أن يعيق قدرتها على تنقية الدم وإزالة الفضلات. بالإضافة إلى ذلك، فإن أهميته تتمثل في احتوائه على معادن أساسية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهذه المعادن تساهم بشكل كبير في تنظيم ضغط الدم وتحسين تدفق الدم عبر الشرايين والأوردة والأوعية الصغيرة المؤدية إلى الكلى.
بجانب دوره الكبير كمدرٍ طبيعي للبول، يلعب المر دوراً رئيسياً في دعم عملية الترشيح والتطهير داخل الجهاز اللوحي (الكبد). من خلال زيادة إنتاج الصفراء وإطلاقها، يتم مساعدة الكبد على إزالة السموم وخفض احتمالية تراكمها وضغطها السلبي على الوظائف الأخرى بما فيها عمل الكلى. هذا التنظيف المتبادل بين هذين الأعضاء الحاسمين يعد جزءا أساسيا من نظام الصحة العامة والصيانة البيئية الداخلية لجسدنا.
وفي النهاية، يمكن الاستنتاج أنه بالإضافة لتاريخه الطويل كعنصر علاجي ثقافي ومعرفة شعبية حول العالم العربي القديم، فقد حازت دراسات علم الحديث أيضًا اهتمام متزايد لنشر مزايا وفوائد استخدام المستخلصات الطبيعية والمستحضرات المصنوعة منه خاصة فيما يتعلق بصحة الكليتان واستمرارية عملها بكفاءة ضمن العمليات الأيضية المختلفة لجسم الانسان. لذلك فإن دمج المكملات الغذائية المنتجة منه -بحذر تحت الرعاية الطبية للمصابين بحالات مرضيه تتعلق بالكلية- تعد خطوة ذكية لأجل المحافظة علي صحتهم العامة والاستقلالية الذاتية لهم ضد الأمراض المزمنة المحتملة .