في الإسلام، يُعتبر كل من الوالدين مسؤولين عن رفاهية ورعاية أبنائهما. عندما نتحدث عن نفقة الأطفال، فإنها تشمل جميع الاحتياجات الضرورية مثل الطعام والشراب والمأوى والتعليم والصيانة الصحية. وفي حالتك الخاصة، حيث الابنة تحت رعايتك والحضانة، فإن هذه المسؤوليات تنطبق عليك أيضا. ومع ذلك، هناك بعض القواعد التي يجب مراعاتها عند التعامل مع هذا الموضوع الحساس.
وفقاً للشريعة الإسلامية، ليست للمرأة الحاضنة الحق في الإنفاق على نفسها من نفقة الأبناء بسبب دورها كأم. إنها تعتبر مجرد وسيطة أو موكلة لتوفير احتياجات الأطفال من الأموال التي تخصص لهم. كما أكدت آراء علماء الدين مثل الإمام الدردير المالكي وجابر بن عبد الله وغيرهما على ضرورة عدم استخدام أموال الأطفال إلا لما يناسب مصالحهم ويضمن سلامتهم واستقرارهم.
ومع ذلك، تسمح الأحكام الشرعية بأن يستفيد الآباء -وأحياناً الأمهات أيضاً- من أموال أطفالهم في حالات خاصة بناءً على مدى الحاجة وعدم وجود تأثير سلبي على الطفل نفسه. فقد ورد في الحديث النبوي الشريف "ولد الرجل من كسبه، من أطيب كسبه"، مما يشير ضمنياً إلى قدرة الأبوين على الحصول على شيء من ممتلكات طفليهما مادام الأمر لن يؤدي للإضرار بهم بشكل عام.
في حالة مرض الأم وصعوبة تدبر تكاليف علاجها بدون مساعدة خارجية، يمكن اعتبارها استثناء قانونياً للسماح لها باستعمال جزء صغير جداً من موازناتها الشهرية المصروفة لكل بنت لإدارة وضعها الصحي الخطير. ولكن هنا تكمن أهمية التأكد دائماً بأنه لن يوجد خسارة كبيرة لهذه الفتيات الصغيرة نتيجة لذلك القرار الاستثنائي. فهذه المساعدات المؤقتة يجب أن تكون متماشية تمام التوافق مع تعريف النسبة المناسبة بين الحفاظ علي صحتهم النفسية والجسدية وتلبية مطالب الرعاية الطبية العاجلة لأحد الوالدين.
ختاماً، بما أن الغرض الرئيسي هنا هو المحافظة علي صحتك العامة وعلى سلامتك الشخصية وعلى مستقبل بناتك الثمين أيضًا, يبدو منطقيا أن يتم ايجاد حل وسط مناسب حتى لاتتأثر اي منهما بالسلب .حيث انه بمجرد الوصول الي توازن مثالي بين مختلف المتطلبات , سيصبح بالإمكان تحقيق التوازن المنشود وهو أمر مطلوب شرعاً وفقا للقوانين المقترحة سابقا والتي تؤكدعلي دور الأسرة باعتبارها الوحدة الاجتماعية الأولى والحارسة لقيم المجتمع .