يدخل الهواء إلى الرئتين عبر عملية معقدة ومتناسقة، حيث تلعب العضلات الوربية للقفص الصدري دورًا رئيسيًا في توسيع حجم الصدر، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط داخل الجسم. وفقًا للقوانين الفيزيائية، ينتقل الهواء من الضغط الأعلى إلى الضغط الأقل، فيدخل الهواء المحيط إلى الرئتين عبر القصبة الهوائية والقصبات الهوائية الفرعية.
عند الشهيق، تنقبض العضلات الوربية للقفص الصدري، مما يرفع الحجاب الحاجز ويوسع الصدر، مما يخلق فراغًا داخل الرئتين. هذا الفراغ يجعل الضغط داخل الرئتين أقل من الضغط الجوي المحيط، مما يدفع الهواء إلى الدخول إلى الرئتين عبر القصبة الهوائية والقصبات الهوائية الفرعية.
أما عند الزفير، فيحدث عكس ذلك تمامًا. يعود الحجاب الحاجز والعضلات الوربية إلى وضعها الطبيعي، مما يؤدي إلى انقباض الرئتين وزيادة الضغط داخلها. هذا الضغط الأعلى يدفع الهواء خارج الرئتين عبر القصبة الهوائية والقصبات الهوائية الفرعية.
خلال هذه العملية، يقوم الدم الموجود في الشعيرات الدموية الموزعة في الرئتين بتبادل الغازات مع جدران الحويصلات الهوائية. يتم تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الدم والحويصلات الهوائية، حيث يمتص الدم الأكسجين ويطلق ثاني أكسيد الكربون، مما يضمن حصول الجسم على الأكسجين اللازم وازالة النفايات الغازية.
هذه الآلية الدقيقة للتنفس هي مثال رائع على إتقان الخالق سبحانه وتعالى في خلق جسم الإنسان، حيث تعمل جميع أجزاء الجسم معًا بسلاسة وانسجام لضمان بقاء الحياة.