على الرغم من نهيه الشديد حول رفع الأعين نحو السماء خلال أداء الصلاة والتأكيده بأنه سيحدث "خطف" للأعين إن لم يتم الامتثال لهذا التحذير، إلا أن رسولنا الكريم لم يتعرض لهذه العقوبة. يجدر بنا هنا أن نذكر عدة أمور مهمة فيما يخص هذا الموضوع:
الأمر الأول هو التفريق بين الوعيد الواقعي والحتمي وبين احتمال الوقوع الذي يمكن أن ينقلب بسبب العديد من العوامل مثل المغفرة والإستغفار وغيرهما. كما أكد الفقهاء أيضًا احتمالية كون الخطف المعني مجرد تشبيه لعواقب الذنب الأخروية وليست حالة مادية حقيقية حيث يؤدي فيها الشخص العمى الناجم عن الخطيئة. فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليس بغافل عن الأحكام الدينية ولا يتجاهلها طبعًا. ولكن عندما يحدث مخالفة للحكم الشرعي تحت ظروف خاصة كالجهل مثلاً، فإنه قد لا تنطبق عليها الوعد بالعقاب بشكل حرفي وسيتم النظر إليها بعيون مختلفة وفق فهم الدين والعقلانية الإنسانية الراسخة لدى كافة المسلمين المؤمنين بحقيقة يوم القيامة وجزائها.
وفي النهاية، فإن تعليمات النبي تتضمن دائمًا عناصر تربوية هامة وتعليمات أخلاقية واضحة جداً لتحسين سلوكيات المجتمع المسلم وتوجيه تصرفاته باتجاه الطريق الحق أمام الله عز وجل.