حكم إهداء المسبحة: ثواب الإعانة على الخير أم أجر التسبيح؟

في الإسلام، الأصل أن أجر العبادة يكون لصاحبها. ومع ذلك، فإن من يدعو إلى الخير أو يعلم الآخرين عنه يكون له مثل أجر من تبعه، كما ورد في حديث أبي هريرة ر

في الإسلام، الأصل أن أجر العبادة يكون لصاحبها. ومع ذلك، فإن من يدعو إلى الخير أو يعلم الآخرين عنه يكون له مثل أجر من تبعه، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" (رواه مسلم).

وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله" (رواه مسلم). وبناءً على ذلك، فإن من أعان شخصاً على طاعة، فإنه يدخل في التعاون على البر والتقوى الذي يؤجر صاحبه.

أما مسألة إهداء المسبحة، فيرجى أن تدخل في هذا الباب. ومع ذلك، فإن الأفضل في التسبيح أن يكون باليد، مع جوازه بالمسبحة. فقد ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده (رواه الترمذي وصححه الألباني). كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يعقدن التسبيح بأصابعهن، حيث قال: "اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات، مستنطقات" (رواه أبو داود وحسنه الألباني).

وبالتالي، فإن إهداء المسبحة قد يدخل في باب الإعانة على الخير، ولكن لا يمكن الجزم بأن صاحبها له أجر التسبيح نفسه. والأفضل أن يكون التسبيح باليد، مع جواز استعمال المسبحة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات