- صاحب المنشور: وهبي بن بركة
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في البيئة التعليمية العامة أكثر شيوعاً. هذا النهج الذي يُعرف باسم "التعليم الشامل" يهدف إلى توفير بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة حيث يمكن للجميع التعلم والنمو جنباً إلى جنب بغض النظر عن قدراتهم الفردية. رغم الفوائد الكبيرة لهذا المسار، إلا أنه يأتي مع مجموعة فريدة من التحديات التي تحتاج إلى معالجة لتقديم تجربة تعليمية فعالة لكل الطلاب.
أولى هذه التحديات هي تخصيص الدعم المناسب. كل طفل لديه احتياجات خاصة مختلفة تتطلب استراتيجيات تدريس مخصصة. يتضمن ذلك استخدام تقنيات التدريس المتنوعة مثل استخدام اللغة البصرية والمواد العملية، بالإضافة إلى تقديم دعم فردي مكثف عند الحاجة. هذا النوع من الدعم ليس فقط ضروري لتحقيق النجاح الأكاديمي ولكن أيضا لتعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات بين هؤلاء الطلاب.
ثانياً، هناك تنمية مهارات التواصل لدى المعلمين. كونهم الوسيط الرئيسي بين الطفل وأسرته، والمعلّمون بحاجة لأن يكون لديهم فهم جيد لأمراض أو اضطرابات الطالب الخاص بهم. كما ينبغي عليهم معرفة كيفية العمل بطريقة تشجع على التواصل الفعال سواء كان ذلك باستخدام لغة الإشارة، الرسومات، الأجهزة الإلكترونية التفاعلية وغيرها من الأدوات التي تساعد في نقل الأفكار والتوجيهات.
ثالثاً، إنشاء بيئة مدرسية ملائمة. يجب أن تكون المدارس مجهزة بمرافق متعددة الاستخدامات وأن توفر مساحة محترمة وآمنة لكل طالب. وهذا يشمل توفير الغرف الصفية ذات التصميم العملي، المعدات والأدوات المساعدة اللازمة، فضلاً عن وجود موارد كافية للموظفين المدربين خصيصا لرعاية هذه الفئة من الطلاب.
رابعاً، دمج الأسرة في عملية التعلم. مشاركة العائلة مهمة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. فمن خلال التشاور المستمر والحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، تستطيع الأهل تزويد معلومات قيمة حول تقدم طفلهم وقدراته الشخصية وقدرات التكيف الخاصة به داخل الفصل الدراسي وخارجه أيضًا.
خامسا، التعاون بين المجتمع المحلي. يعد إدراج المؤسسات الاجتماعية الأخرى ضمن شبكة الخدمات التعليمية أمرًا حاسمًا لدعم أفضل للأطفال ولأسرهما كذلك. _يمكن لهذه المنظمات المحلية توفير خدمات علاج طبيعي، علاج كلامي وغيرها مما يساعد حقًا في تحقيق نتائج طويلة الأمد._
وفي النهاية تأتي أهمية بناء سياسات وإجراءات واضحة. إن وضع سياسة رسمية بشأن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يساعد جميع المعنيين - بما في ذلك الطلاب وأولياء الأمور والقائمين على التعليم -على فهم حقوق وممارسة الحقوق المرتبطة بتلك السياسات بكفاءة وثقة أكبر.
بشكل عام ، بينما يتمثل الهدف الأساسي للتعليم الشامل في خلق مجتمع شامل ومنصف يعززه تواجد الأقليات القوية داخله؛ فإننا نرى أنها فرصة عظيمة لاستثمار الوقت والجهد بصورة مستدامة لخدمة الجميع وتعزيز الفرص التعليمية الجيدة لكافة شرائح أفراد المجتمع بإمكانياتهن المختلفة.