اختبارات تحليل الدم أثناء فترة الحمل هي جزء أساسي من الرعاية الطبية الوقائية التي تساعد الأطباء على كشف وتقييم مجموعة واسعة من المشكلات الصحية المرتبطة بالحمل. هذه الاختبارات ليست مهمة فقط لضمان سلامة ورفاهية الأم ولكن أيضاً لحماية صحة الطفل القادم.
أولاً, يتم إجراء اختبارات فحص الدم الروتينية لتحديد مستوى الهيموجلوبين، وهو بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء مسؤول عن نقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. انخفاض معدل الهيموجلوبين قد يؤدي إلى حالة تسمى الأنيميا، والتي يمكن أن تقود إلى مشاكل صحية خطيرة للأم وجنينها مثل الولادة المبكرة أو نقص وزن الوليد.
ثم يأتي دور اختبارات الغدد الصماء، بما فيها قياس مستويات هرمون الحمل (B-HCG) والذي يستخدم بشكل شائع لأغراض التشخيص. تتضمن أيضًا فحوصات البروتينات A1C وA2A، وهما مؤشرات هامة لمراقبة مرض السكري لدى النساء الحوامل.
بالإضافة لذلك، هناك العديد من الفحوص الأخرى مثل تلك المتعلقة بنقل العدوى الفيروسية والإلتهابيات والميكروبات المنقولة عبر الدم. كما يجري التحقق من وجود أجسام مضادة ضد بعض أنواع الديدان المعوية الشائعة بين السيدات الحوامل في الدول النامية؛ وذلك لأن الإصابة بهذه الديدان قد تؤثر سلبياً على نمو وصحة الأطفال حديثي الولادة.
في نهاية المطاف، تأخذ الفحوص المناعية أهميتها الخاصة خلال الحمل حيث تبحث عن علامات الخلل الوظيفي للجهاز المناعي والأجسام المضادة غير الطبيعية والتي يمكن أن تشير إلى احتمالية إصابة الأم بحالات طبية حيوية تحتاج لعلاج سريع ودقيق قبل ولادة الطفل.
بهذا الصدّد، تعتبر اختبارات تحليل الدم عاملاً أساسياً ضمن نظام رعاية ما قبل الولادة المتكاملة الهادفة لإبقاء كل من الأم والطفل بصحة جيدة وخالية مما يعكر صفوي الحياة الجديدة المنتظرة بفارغ الصبر!