في عالم التجارة الرقمية اليوم، حيث يؤكد التسوق الإلكتروني خطواته، تبرز أسئلة حول صحة عمليات البيع والشراء خاصةً عندما يتعلق الأمر ببضائع مثل العطور التي تتطلب اللمس والبصر لتحديد النوع والجودة بشكل دقيق. وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك عدة اعتبارات يجب أخذها بالحسبان.
أولاً، يشترط القانون الإسلامي (الفقه) وجود معرفة واضحة ("العلم") بالمبيع قبل القيام بأي عملية بيع. هذا قد يتم بواسطة الرؤية المباشرة، الوصف الدقيق للمبيع، الشم، أو حتى الذوق حسب طبيعة السلعة. في سياق الحديث عن العطور، فقد أصبح بإمكان المشتري الحصول على معلومات وصفية تفصيلية، صور، وتجارب المستخدمين السابقين والتي قد تساعد في تحقيق هذه المعرفة الضرورية. ومع ذلك، إذا تبين أن المنتج مختلف تماما عما تم وصفه، لدى المشتري حق الخيار (الخيار الناتج عن الفرق في الصفات).
من الناحية العملية والفقهية، يوجد اختلاف بين الفقهاء بشأن مدى حاجة العين لرؤية البضاعه بشكل مباشر قبل إجراء الصفقة. بينما يرى البعض الآخر أن مجرد وصف مناسب يسمح بتحقق العلم اللازم ومن ثم تكون الصفقة صحية، حيث يُعطى المشتري الحق في إعادة النظر في قراره بمجرد رؤيته للمنتج (كما في مذهب أبي حنيفة رحمه الله). هذا النهج يبدو الأكثر مرونة ويتوافق مع واقع العالم الحديث حيث غالب الأحيان لا تتمكن البشر من رؤية المنتجات بشكل مباشر بسبب عوامل الجغرافيا والتكنولوجيا وغيرها.
ختاماً، طالما تم تقديم وصف واضح ومتكامل للعطر وأنواع مشابهة أخرى، يمكن اعتبار عملية الشراء عبر الانترنت صحيحة بشرط توافر المعلومات الكافية لاتخاذ القرار المستنير. كما أنه من الأفضل دائماً تأجيل تسليم دفعات المال حتى موعد الاستلام للتأكد من المطابقة الكاملة للمواصفات.