تعدّ المنظومة الهرمونية لدى النساء جزءاً أساسياً من الصحة العامة للمرأة. تلعب هذه الهرمونات دوراً حيوياً في تنظيم الدورة الشهرية، الحمل، الولادة، وتطور الجسم خلال فترة البلوغ وبعدها. ومع ذلك، قد تواجه العديد من النساء تغيرات هرمونية غير متوقعة التي يمكن أن تتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والعاطفية. سوف نستعرض هنا بعض الأسباب الرئيسية وراء الزيادة المفاجئة في المستويات الهرمونية لدى النساء.
- التغيرات الحياتية: إحدى أكثر الأسباب شيوعاً هي التغيرات الحياتية الكبيرة مثل الزواج، الطلاق، تغيير العمل، أو حتى بداية حياة جديدة كأم جديدة. هذه المواقف قد تؤدي إلى ضغط نفسي كبير يؤثر بدوره على إنتاج الهرمونات.
- الدورة الشهرية: أثناء الدورة الشهرية، تقوم الغدة النخامية بإنتاج هورمون FSH وLH والذي يحرض المبيضين لإطلاق البيوض. بعد إطلاق البيضة، ينخفض مستوى هذين الهورمونين مما يسبق الفترة القصيرة المعروفة باسم "نوافذ الإباضة". لكن إذا لم يتم إطلاق بيضة، يستمر ارتفاع مستويات FSH وLH مما يؤدي إلى حالة تعرف باسم "متلازمة المبيض المتعدد الكيس".
- الحالة الصحية: بعض الأمراض الصحيّة مثل مرض كوشينج، الغدد الدرقية المشوّشة، وأورام الغدد المختلفة قد تغير بشكل مباشر مستويات الهرمونات في الجسم. بالإضافة لذلك، الأمراض المزمنة الأخرى كالسرطان والسكري قد تتداخل مع وظيفة الغدد المسؤولة عن إنتاج الهرمونات.
- العلاج الطبي: الأدوية المستخدمة لعلاج حالات صحية مختلفة قد تتعارض مع قدرة الجسم على تنظيم إنتاج الهرمونات. هذا يشمل مضادات الاكتئاب، أدوية الضغط الدموي، ومضاد الحيوانات المناعية المستخدمة في علاج الربو والحساسية.
- النظام الغذائي والتغذية: النظام الغذائي غير المتوازن ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية يمكن أن يؤثر أيضاً على عمل الغدد المنتجة للهرمونات. على سبيل المثال، نقص الحديد والبروتينات والأحماض الدهنية الأساسية يمكن أن يساهم في اضطرابات الهرمونات.
- وزن الجسم: الوزن الزائد والسمنة تعد عوامل خطر رئيسية لارتفاع نسبة هورمون الاستروجين مقارنة بالهورمون المضاد لهورمون الاستروجين (الأندروجين). وهذا الخلل يمكن أن يحدث اضطرابًا دوريًا كما أنه مرتبط ببعض أنواع السرطان المرتبطة بالتغييرات الهرمونية.
- العمر: العمر يلعب دوراً هاماً في كيفية تعامل جسم المرأة مع الهرمونات. قبل انقطاع الطمث مباشرةً (مرحلة ما قبل انقطاع الطمث) بسبب انخفاض مستوى الإستروجين والإستروينيدول, عادة ما ترتفع مستويات LH وFSH مما يتسبب في عدم انتظام الدورات الشهرية الشائعة بين النساء الأكبر سنًا.
- الإجهاد النفسي: لقد ثبت العلم الحديث بأن القلق والكآبة يؤثران سلبًا على استقلاب الهرمونات ويمكن أن يعززا ظهور مشاكل متعلقة بها مثل حب الشباب وفقر دم وغيرها الكثير.
- نمط الحياة والممارسة الرياضية: ممارسة التدريبات المكثفة للغاية بدون الراحة الكافية لها تأثير سلبي أيضاً على منظومتك الداخلية بما فيها الجهاز الدوري والجهاز المناعي وبالتالي التأثير على توازن الهرمونات لديكِ أيضًا.
في النهاية، فإن إدارة مستويات الهرمونات الصحيحة غالبًا ما تتطلب نهجا شاملا يتضمن الرعاية الذاتية الصحيحة واتباع نظام غذائي متوازن والنوم الكافي إضافة للإشراف الطبّي في حال وجود أي علامات تحذر من الاختلال الكبير لهذه المستويات داخل أجسامكم.