على الرغم من المحبة العميقة التي يشعر بها المسلمون تجاه أطفالهم، إلا أنه يجب توضيح بعض الأمور الدقيقة حول تصنيفهم ضمن "أحباب الله". وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن وصف شخص ما بأنه "حبّ الله" يستند إلى النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحدد صفات ومجموعات معينة من الناس الذين يستحقون هذه المكانة الخاصة.
النصوص القرآنيّة مثل قوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة:٢٢٢] و{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:٤] تشير إلى مجموعات محددة من المؤمنين الذين يتمتعون بمزايا خاصة بسبب أعمالهم الصالحة والتزامهم بتعاليم الإسلام.
كما أكدت الأحاديث النبوية الشريفة على هذا الموضوع أيضًا. عندما طلب أحد الصحابة معرفة سبب حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لشخص ما، قال الرسول الكريم: "اخبره أن الله يحبه كما أحببته فيه"، مما يؤكد أهمية اتباع الطريق الذي يقود إلى الحب الإلهي. ومع ذلك، فإنه لم يتم ذكر أي حديث يشير تحديدًا إلى كون الأطفال بشكل عام هم "أحباب الله".
وفي هذا السياق، فإن عبارة "الأطفال أحباب الله" يمكن اعتبارها غير دقيقة عند تطبيقها بشكل مطلق على جميع الأطفال بغض النظر عن انتماءاتهم أو معتقداتهم الدينية. وحسب فتاوى علماء الدين المعروفين، بما في ذلك فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، فإن الأطفال لا يصفون بأنهم أحباب الله أو أعداء الله لأنه لم يكلفهم بعد القيام بالأعمال التي تؤدي بهذه التصنيفات الدينية.
ولذلك، بينما يعبر المسلمون بلا شك عن امتنانهم واحترامهم لأطفالهم، فإنه من الناحية التقليدية والفقهية الأكثر دقة عدم استخدام المصطلحات العامة مثل "أحباب الله" دون مرجعيات واضحة في التعاليم الدينية الإسلامية. إن التركيز بدلاً من ذلك على التربية الأخلاقية والروحية للأطفال بطرق تتفق مع تعاليم الإسلام سيكون طريقة أفضل لإرشادهم نحو طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.