التاتو، وهو شكل شائع من أشكال الزخرفة الجسدية التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، أصبح أكثر انتشاراً بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بين الشباب والكبار على حد سواء. رغم جاذبيته المرئية وتعبيره الشخصي، إلا أنه قد يحمل معه مجموعة متنوعة من الآثار الصحية والجسدية. سنستعرض هنا التأثيرات السلبية للتاتو بدءاً من المخاطر الفورية وحتى المشاكل طويلة المدى.
أولاً، هناك القلق بشأن النظافة والمواد المستخدمة. حتى مع وجود قوانين الصناعة الصارمة فيما يتعلق بالنظافة والأمان، يمكن أن يحدث العدوى إذا لم يتم الالتزام بها. البكتيريا مثل "Staphylococcus aureus"، والتي غالباً ما تكون موجودة على الجلد، يمكن أن تتسبب في التهاب جلد عميق عند ثقب الطبقات الخارجية للجلد أثناء عملية وضع الحبر. بالإضافة إلى ذلك، المواد الكيميائية الموجودة في حبر التاتو ليست خالية تماما من المخاطر. بعض هذه المواد قد تتفاعل سلبياً مع الجسم وقد تؤدي لرد فعل تحسسي أو مشكلات أخرى صحية غير معروفة بعد بسبب استخدامها الحديث نسبيًّا.
ثانياً، يعتبر إزالة التاتو تحديًا كبيرًا ومكلفًا للغاية بالنسبة لكثيرين الذين يرغبون في تغيير تصميماتهم لاحقًا. التقنيات الحديثة لإزالة التاتو تستخدم الليزر لكن هذا العملية قد تشمل خطر الإصابة بحروق جلديّة أو تغييرات دائمة في لون الجلد. كما أنها تستوجب عدة جلسات وقد تحتاج لأشهر لتظهر نتائج واضحة.
ثالثاً، قد يؤدي التعرض المتكرر للحرارة المرتبطة بكل جلسة من جلسات وضْع الحبر أو إزالته إلى زيادة احتمال ظهور علامات الشيخوخة المبكرة كالخطوط الدقيقة والتجاعيد. علاوة على ذلك، قد يصبح الجلد حسّاسًا أكثر تجاه الشمس مما يؤدي للإصابة بسرطان الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجيَّة (سرطان الخلايا القاعدية).
وفي الأخير وليس آخرًا، فإن الجانب النفسي مهم أيضًا. بعض الأشخاص يشعرون بالندم والإحراج نتيجة اختيار التصميم الخاطئ أو موقع الحقن غير المناسب والذي ربما كان ضيق الأفق نظرًا لقصر العمر حين اتخذوا القرار.
في النهاية، بينما يعد التاتو وسيلة شخصية للتعبير عن الذات، فمن الواجب علينا النظر مليًا في كل الجوانب قبل اتخاذ قرار كهذا. إن فهم مخاطر وأضرار التاتو يساعد الأفراد على اتخاذ اختيارات مستنيرة تحترم الصحة العامة والعافية الشخصية.
