في الإسلام، يعد التطير -أو الاعتقاد بأن أحداثاً محددة يمكن أن تجلب الخير أو الشر- نوعاً من الشرك. فقد أكدت السنة النبوية أن الطيرة جزء من الأعمال المشبوهة التي تنافي التوحيد. فعندما يرجع شخص عن مهمة حددها بناءً على توقعات مستمدة من الأحداث العادية، فهو بالفعل يرتكب عملاً مشابهاً للشرك حسب الرواية التالية: "عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الطيرة من الشرك'" (رواه أبو داود).
ومع ذلك، فإن الحالة التي وصفتها -التحفظ بشأن دخول موقع معين نتيجة للأصوات الليلة المحتملة المرتبطة بالأرواح الغامضة- ليست ضمن تعريف التطير التقليدي. إذ ليس هناك افتراض هنا بأن تلك الأصوات تحمل أي تأثير مباشر على المستقبل أو تتعلق بشكل مباشر بمكان الحدث نفسه. بدلاً من ذلك، يبدو أنها حالة من القلق النفسي الذي يتم تحفيزه بواسطة الفكرة الشعبية حول قدرة الجن على التحكم في العالم الطبيعي.
ويرتكز هذا النوع من المخاوف على الظن وليس على دليل قطعي. لذلك، وفقًا لأئمة الدين الإسلامي، فإن التعامل معه يتطلب اليقظة والحذر. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه بينما يؤكد علماء الدين الإسلامية على احتمال رؤية الجن لدى البشر من خلال حيوانات معينة مثل الدجاج والديك الرومي وغيرها، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع فيما يتعلق بكيفية تصرف طيور أو حيوانات محددة تجاه الرؤية المفترضة للجن.
وفي النهاية، يشدد الفقهاء المسلمين على أهمية التوكل والثقة الكاملة في حكم الله وعدم الاعتماد الزائد على عوامل خارجية محتملة التأثير والتي ربما تكون افتراضية فقط. لذا، عندما تواجه ظروف مشابهة لتلك التي وصفتها، احرص أولاً على تأمين سلامتك الشخصية وعملك بالحكمة والعقلانية المعتمدة عليها دائمًا، وليكن اتكال قلبك وثقتك بحماية الله ودعمه لك ثابتتين مهما كانت الأحوال.