هل صفات الله تنفع وتضر كما نفعل مع القرآن؟ فهم دقيق لحكم العقيدة الإسلامية.

بالحديث عن عقيدة الإسلام، يُعتبر اعتقاد بأن صفات الله -تعالى- لها القدرة على النفع والتضرر بنفسها أمر خاطئ ومخالف للشريعة والقواعد العقلانية. يجب التن

بالحديث عن عقيدة الإسلام، يُعتبر اعتقاد بأن صفات الله -تعالى- لها القدرة على النفع والتضرر بنفسها أمر خاطئ ومخالف للشريعة والقواعد العقلانية. يجب التنويه هنا إلى نقطة أساسية وهي أن الصفة المنفصلة والمجردة عن الذات الإلهية ليست ذات قيمة مستقلة قادرة على تقديم الفوائد أو الأخطار. بدلاً من ذلك، فإن كل ما يتم منافع أو ضرور فيه يعود بشكل كامل إلى الله ذاته.

عندما نقول "الله عز وجل"، فنحن نعني وصفات كالرحمة والعظمة والحكمة التي تتضمنها تلك الكلمة. ولكن استخدام هذه الوصف بطريقة تشير إلى إنها أجزاء فعالة خارج سياق وجود الله سيكون خطوة نحو الشرك الخفي الذي رفضته جميع الفرق الإسلامية.

وفي السياق نفسه، عندما نتحدث عن القرآن الكريم ونؤكد دوره الفعال في الحياة الروحية للمسلمين، هذا لا يعني بأن اللغة أو الكلمات المكتوبة هي مصدر النفع. بل إن التأثير النافع للقرآن يعود مباشرة لإرادة الله وقدرته التي تحدّت عبر الكتاب العزيز. وهذا أحد الأمثلة العديدة لكيفية عمل نعم الله وعطاياه ضمن حدود قدره وحدوده.

كما أكّد العلماء الأفاضل مثل الشيخ عبد الرحمن البركة -حفظه الله- على عدم مشروعية الدعاء باستخدام الصفاته مباشرة بسبب احتمال سوء التفسيرات. حيث يجب التركيز دائماً عند التواصل مع الرب على التوجه له وحده تحت مظلة صفاته الميثولوجية الواسعة. وهكذا يبقى إيماننا متواصلاً ومتكاملاً داخل اطر الدين السليم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات