الأنزيمات هي بروتينات معقدة تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم واستمرار معظم العمليات البيولوجية داخل جسم الإنسان والكائنات الحية الأخرى. باعتبارها "محركات" الخلية الحيوية، تساعد هذه البروتينات الفريدة في تسريع وتسهيل ردود الفعل الكيميائية التي تحافظ على توازن واستقرار الحياة الخلوية والنسيجية. إن فهم الأنواع المختلفة للأنزيمات وكيف تعمل سيساعدنا على تقدير التعقيد الرائع لمنظومة الحياة العضوية.
تتميز الأنزيمات بأنها محفزات بيولوجية دقيقة للغاية، إذ يمكن لأي انزيم واحد التحكم في سرعة ومعدل مختلف الأحداث الكيميائية داخل الخلية. يتم تصنيع هذه الإنزيمات بواسطة الحمض النووي الريبوزي المنقول (mRNA) بناءً على التعليمات الوراثية الموجودة في الجينات، ثم ترتدِد إلى شكل ثلاثي الأبعاد محدد يسمح لها بالارتباط بمستقبلاتها الخاصة ("المواد الركيزة") أثناء عملية استقلابية معينة. يُطلق عليه اسم الموقع النشط.
على سبيل المثال، يعمل الانزيم الليباز كمحفّز حيوي رئيسي لعملية هضم الدهون الغذائية خلال عملية الهضم المعوي؛ بينما يلعب الأنزيم الأميليز دوراً أساسياً في تفكيك الكربوهيدرات والمعادن المتنوعة عبر المسار الغذاءي الطبيعى للجسم. ومن جهة أخرى، يشارك الأنسولين - وهو عبارة عن هرمون وليس انزيماً حرفيًا رغم تسميته بهذا الاسم غالبًا- في تنظيم مستويات الجلوكوز والسكر في الدم عبر تعزيز الامتصاص القشري للخلايا للأغذية ذات المصدر الكربوهيدي.
بالإضافة لذلك، تعتبر بعض الأنواع الفرعية للإنزيمات مهمة بشكل خاص لعلاج بعض الحالات المرضية الخطيرة مثل السرطان والأمراض القلبية الوعائية وغيرها الكثير. فعلى سبيل المثال، يستخدم عقار دابسون لتدمير خلايا سرطان الثدي وذلك بإيقاف عمل نوع معين من الإنزيمان المسؤول عن نموها وانتشارا غير المنظم لها والذي يعرف باسم تيروكيناز Tyrosine Kinase Inhibitor . كذلك الأمر بالنسبة للعلاجات الحديثة للمرضى الذين يعانون من قصور عضلة القلب نتيجة إصابتهم بنوبات قلبية متكررة تلك الناجمة غالبًا بسبب انسداد الشرايين التاجية الرئيسية المغذية للقلب مباشرةً؛ ففي حالات كهذه يقوم الاطباء باستخدام الأدوية المضادة للتخثر والتي تحتوي بدورها مكونات رئيسيه تشبه تركيبة ووظيفة العديد من أنواع أخرى الأنzymes حیث أنها تقوم بتثبیط نشاط عامل خیمج الصفائح الدمویة VIIa ViiA Factor IX Factor X coagulation factors مما يؤدی الى منع تخثر الدم وبالتالي تقلیل خطر تجلط الدم وضغط الدورة الدموية المحلیة حول مناطق تلف الصمامات البطنیة وأجزاء اخرى بالقرب منهما بالمریض المصاب بشکل مباشر وكذلك الحدُّ أيضًامن احتمالية تعرض صاحب الحالة لنوباته القلبیه المنتظمة بالتالي يخفض نسبة مخاطر موته المفاجئة قبل الوصول لمراحله الأخيرة المبكرة نسبيًا.
وفي الأخیر ، فإن دراسة الآليه الوظیفیّة لهذه المركبات البيولوجیە الهامة ستمكِّن العالم العلمي بكل تأکید من تطویر حلول جديدة قابلة للتطبيق عمليا لعلاج وعلاج أمراض عديدة ومتنوّعة كانت شائعة جدا بالأیمام الماضي ولكن اصبحت اليوم تحت السيطره بدرجة كبيرة بفضل تقدم البحث والتطوير المستمر لاتقان طرق العلاج التشخيص والعشیابي. إنه حقا مشهد مذهل عندما نرى كيف تستطيع مواد بسيطة التأثیر الكبير والحاسم علی مصائر الأفراد والمجموعات السكانیة جمعاء!