في الإسلام، يعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أهم الفرائض التي وجهنا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. إن سعيك لنصح الآخرين هو خطوة عظيمة نحو تحقيق الخير وصيانة المجتمع من الانحراف. ورغم عدم تمكنك من الوصول للشخص الذي رأيت منه شيئًا غير مناسب بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص وعدم قدرتك على اللحاق به، فإن هذه ليست سببًا للإثم عليك. لأن الواجب مرتبط بالقدرة والاستطاعة، وليس هناك تكليف بما يعجز الإنسان عن تحقيقه. يقول الله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى". وبناءً على قاعدة الأحكام الشرعية بأن "لا واجب مع العجز"، فلا شيء عليك فيما حدث. كما يمكن اعتبار نواياك الطيبة عند محاولة النصح أساس اعتداد للأجر والثواب من الله عز وجل. لذلك، لا تتردد مستقبلاً في طلب فرص أخرى لنصح المحتاجين إليه بناءً على قدراتك واستعدادك. وفقكم الله لما فيه خيري الدنيا والآخرة.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات