في الآية 88 من سورة الحجر، يقول الله تعالى: "لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ". كلمة "أزواجًا" هنا تشير إلى أصناف أو أمثال من الكفار الذين متعهم الله بالدنيا.
وفقًا لعلماء التفسير، فإن كلمة "أزواجًا" تعني أصنافًا أو أمثالًا أو أشباهًا. فزوج الشيء هو مثيله ونظيره. يوضح الزجاج أن "أزواجًا" تعني أمثالًا في النعم، بينما يرى القرطبي أن الأغنياء بعضهم أمثال بعض في الغنى، فهم أزواج. ويضيف الشوكاني أن الأزواج هي الأصناف، كما ذكر ابن قتيبة.
ويوضح الأمين الشنقيطي أن المراد بالأزواج هنا الأصناف من الذين متعهم الله بالدنيا. والمعنى هو أن الله نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن التطلع إلى ما أعطى أصنافًا من الأغنياء من متاع الدنيا، بل عليه أن يستغني بما آتاه الله من القرآن العظيم.
وبالتالي، فإن كلمة "أزواجًا" في هذه الآية تشير إلى أصناف أو أمثال من الكفار الذين متعهم الله بالدنيا، وذلك لتوضيح أن ما أعطاه الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن العظيم هو نعمة أكبر وأبقى من متاع الدنيا الزائل.