يمكن أن يكون فقدان الشهية أثناء الحمل ظاهرة شائعة وقد تكون نتيجة لعدة عوامل مثل القيء الصباحي، والتغييرات الهرمونية، والإجهاد النفسي. ولكن من الأهمية بمكان فهم كيف يمكن لهذه الحالة التأثير على الصحة العامة لكلا الأم والجنين.
في بداية الحمل، غالبًا ما تواجه النساء حالة يُطلق عليها "قيء الحامل"، والتي قد تشمل الغثيان والقئ المتكرر. هذه الأعراض عادة ما تبدأ حوالي الأسبوع الرابع وتستمر حتى الثلث الثاني من الحمل. رغم أنها طبيعية إلى حد كبير، إلا أنها إذا كانت شديدة جدًا - وهو ما يعرف باسم قيء الحامل الشديد (HG) - فقد تؤدي إلى فقدان الوزن وفقدان الشهية. هذا الوضع يحتاج إلى رعاية طبية لأن نقص العناصر الغذائية يمكن أن يؤثر سلباً على نمو الجنين.
التغييرات الهرمونية أيضاً تلعب دورها في تقليل الرغبة في الطعام. زيادة مستويات البروجسترون وغيرها من الهرمونات خلال الأشهر الأولى من الحمل يمكن أن تغير حاسة الطعم لدى المرأة ويمكن أن تصبح بعض الأطعمة غير محبذة. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب الشعور بالإعياء والاسترخاء الزائد فقدان الشهية مؤقتا.
الضغط النفسي والعاطفي المرتبط بالحمل أيضًا قد يساهم في انخفاض شهيتك للأكل. الخوف من الولادة والألم المرتبط بها، وقلق حول القدرة على الاعتناء بالطفل حديث الولادة حديثا، كل هذه العوامل النفسية قد تساهم في تدني الرغبة في تناول الطعام.
إذا كنتِ تعاني من فقدان الشهية المستمر أثناء حملك، فمن الضروري التواصل مع الطبيب الخاص بك للحصول على المشورة المناسبة. يمكن أن يقترحوا نظام غذائي متوازن ومتنوع لتلبية الاحتياجات الغذائية الخاصة بك وبنمو طفلك بشكل صحيح. كما أنه قد يقوم بتقديم نصائح للتغلب على الغثيان وإدارة الإجهاد العاطفي للمساعدة في تحسين حالتك الصحية العامة ومعنوياتك.
تذكر دائماً أن دورة حياة صحية وجيدة التغذية ليست فقط لصحتك الشخصية بل أيضا لأجل الطفل النامي داخل أحشائك.