يجب التمييز بين عدة جوانب عندما نتحدث عن طلب الله بالتغيير الجسدي، سواء كان ذلك زيادة الطول أو إبراز معالم الوجه كالخطوط الفكية. أولاً، الدعاء لزيادة الطول ليس محظورًا بشكل مطلق، ولكنه ينبغي أن يأتي ضمن الإطار المناسب. وفقًا للمصادر الإسلامية، بمجرد الوصول إلى مرحلة النمو الطبيعية وعدم القدرة على المزيد من النمو، يعتبر طلب زيادة الطول معتدياً لأنه يخالف سنة الخلق. ومع ذلك، فإن حالة كل شخص تتحدد بناءً على رأي الأطباء والخبراء الذين يمكنهم تحديد العمر الذي يتوقع فيه عدم القدرة على تحقيق نماء طبيعي آخر.
أما فيما يتعلق بتغيير شكل الخطوط الفكية باستخدام التمارين الرياضية، فهذا الأمر جائز شرعاً ويُعتبر طريقة صحية لتحسين ملامح الجسم دون اللجوء للجراحات أو العمليات المكلفة ماليا وبحثيا. تعتبر هذه التمارين جزءا من الرعاية الذاتية للحفاظ على الصحة العامة وتقوية عضلات الوجه والفكين مما يعطي مظهرا أفضل دون مخالفة السنة الربانية.
ومن المهم التأكيد هنا أنه حتى وإن سمحت بعض التقنيات الحديثة بإجراء تغييرات جسمانية كبيرة، إلا أنها لا تعفي المؤمنين من تقدير قدر الله والرضا بما قسمه لنا. إن الاعتقاد بأن لدينا الحرية المطْلقة للتلاعب بكل جانب من جوانب أجسامنا يعد نوعا من العدوان تجاه حكمه سبحانه وتعالى ودليل نقص إيماننا وتحكم أفكارنا البشرية القصيرة النظر بمشيئة الله الكاملة والحكمة السرمدية. فالهدف النهائي للدين الإسلامي هو توجيه قلوب المؤمنين نحو رضاهم بالإرادة الإلهية والإقرار بأنه "ليس لك من الأمر شيء". لذلك ينبغي دائما الجمع بين الاحترام الشديد لحكمة الخالق والاستخدام العقلانى للأدوات المتاحة للحفاظ على صحة جيدة داخل حدود التشريع الاسلامي.